إسطنبول، تركيا (CNN) -- رفض رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الإفصاح عن المصادر التي أمدت أنقرة بالمعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالطائرة السورية التي أجبرت على النزول في أنقرة مساء الأربعاء، في وقت وصفت الخارجية السورية ما جرى بالعمل "العدائي والمستهجن."
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية عن أردوغان قوله: "بناء على معلومات استخباراتية قمنا بتفتيش الطائرة السورية بعد إجبارها على النزول بواسطة مقاتلات 'إف-16' تركية، وبعد انتهاء التفتيش وجدنا أدوات ومستلزمات تم فحصها."
وتابع قائلاً أنه بهدف التأكد من ماهية تلك الأدوان بشكل أكثر دقة جرى "التحفظ عليها وإرسالها إلى الجهات المختصة لاستكمال فحصها بشكل دقيق."
وذكر أردوغان أن الطائرة كانت تنقل معدات تستخدم في الصناعات العسكرية، مضيفاً أن الطائرة كانت تحمل ذخائر من شركة روسية، كما نفى أن يكون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أجل زيارته إلى أنقرة بسبب هذه القضية، مضيفاً أن قرار التأجيل جاء قبل أربعة أيام.
وكانت مصادر تركية رسمية قد قالت إن المسؤولين العسكريين الأتراك وجدوا معدات اتصال بين بضائع صودرت من الطائرة المتجهة إلى سوريا، والتي أجبرت على الهبوط في العاصمة التركية الأربعاء.
وقالت وكالة الأنباء التركية الحكومية إن التحقيقات أظهرت أن "وزارة الدفاع السورية هي الجهة التي كانت ستتسلم تلك المعدات، والتي وجدت في 10 صناديق سلمها قائد الطائرة إلى مسؤولي الجمارك في تركيا."
وقد أجبرت مقاتلتان حربيتان تركيتان، مساء الأربعاء طائرة ركاب سورية قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار أنقرة، بعد الاشتباه في حملها "لمواد غير مدنية."
وأكد وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، على أن بلاده لن تقبل مرور السلاح للنظام السوري عبر أجوائها، وقال في حديث للتلفزيون الحكومي التركي: "قبل أشهر أعلنا بأننا لن نسمح بمرور شحنات أسلحة إلى سوريا عبر أجوائنا. قواعد الطيران المدني واضحة للغاية بما يتعلق بطريقة الإعلان عن الحمولة."
وأضاف الوزير التركي: "تلقينا معلومات اليوم تشير إلى أن طائرة مدنية تحمل أشياء لا ينبغي أن تنقلها، ونحن ننظر في هذه المعلومات. القانون الدولي ينص على أن الطائرات المدينة لا يمكنها حمل مواد غير مدنية دون الإفصاح عنها."
وفي سياق متصل، اتهم وزير النقل السوري محمود سعيد تركيا، الخميس "بالقرصنة الجوية،" ونقل تلفزيون المنار اللبناني عن سعيد قوله إن "هذه الخطوة تتنافى مع معاهدات الطيران المدني."
من جانبها، طالبت روسيا بتوضيحات من تركيا فيما يتعلق بمعاملة المواطنين الروس على متن الطائرة السورية التي أوقفت في أنقرة، وفقا لما ذكرته وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، والتي قالت إن موسكو "تشعر بالقلق لتهديد سلامة مواطنيها."
كما نقلت الوكالة نفي مصدر في وكالة تصدير السلاح في روسيا "وجود أسلحة على متن طائرة الركاب السورية بينما كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق."
ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن المصدر، الذي لم تسمه، قوله "لم تكن هناك أسلحة ولا أي نوع من الأنظمة أو قطع المعدات العسكرية على متن الطائرة ولا يمكن أن تكون على متنها."
وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا قالت فيه إن الطائرة "لم تحمل أي نوع من أنواع البضائع المحرمة،" مضيفة أن السلطات التركية تعاملت بصورة مسيئة مع طاقم الطائرة بالإضافة "لاحتجاز الركاب لساعات طويلة وتم التحفظ على بعض محتويات الطائرة بغرض الفحص والتدقيق."
واتهمت الوزارة الحكومة التركية بخرق القوانين والمعاهدات عبر "إجبار الطائرة عسكرياً على الهبوط رغم عدم رفض الطيار لتعديل مسار الرحلة ما عرض سلامة الطائرة والركاب للتهديد عبر هذا الظهور المفاجئ للطائرات العسكرية دون أي مبرر أو سابق إنذار."
ووصفت الوزارة التصرف بالتركي بأنه "معاد ومستهجن" بينما قالت غيداء عبد اللطيف، مديرة مؤسسة الطيران العربية السورية في تصريح لوكالة سانا إن السلطات التركية "اعتدت على طاقم الطائرة قبيل السماح للطائرة بالإقلاع من مطار أنقرة وذلك بعد رفضه التوقيع على أن الطائرة هبطت اضطراريا."
واعتبرت عبداللطيف أن ما حصل "عمل غير إنساني ويدل على خلل في طريقة التعامل مع الأنظمة والقوانين التي تنص عليها اتفاقية شيكاغو للطيران المدني وبقاء الركاب لساعات طويلة دون تقديم أي خدمات إليهم وإعلامهم بما يجري حيث دب الذعر وتأثرت الحالة النفسية لديهم."
ولفتت عبد اللطيف إلى أن مؤسسة الطيران السورية "ستقدم احتجاجا لدى اتحاد الطيران الدولي واتحاد الطيران العربي وجميع المنظمات الدولية والإنسانية على هذا التعامل."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.