أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تبادلت المعارضة السورية والقوات الحكومية الاتهامات بخرق الهدنة لليوم الثاني على التوالي، وأعلنت لجان التنسيق المحلية عن سقوط 62 قتيلاً برصاص قوات الأمن والجيش، في حين قالت قيادة القوات المسلحة السورية إن من وصفتها بـ"المجموعات الإرهابية المسلحة" هاجمت قواعد عسكرية بعدة مناطق.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن حصيلة القتلى بلغت 62، بينهم أربع سيدات و ثلاثة أطفال، وتوزع القتلى بواقع 33 في دمشق وريفها، وعشرة في درعا وخمسة في حلب وأربعة في كل من دير الزور وحماه وإدلب، وقتيل في كل من حمص والحسكة.

من جانبها، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إنه "لليوم الثاني على التوالي تواصل المجموعات الإرهابية المسلحة خرقها الفاضح لوقف العمليات العسكرية إطلاق النار الذي أعلنته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة والتزمت به."

واتهم البيان الذي أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية، مجموعات مسلحة بمهاجمة حواجز الجيش وحفظ النظام في مناطق مختلفة من ريف دمشق، كما هاجمت حاجز نامر في درعا وحاجز جب الجراح بمدينة حمص.

وأضاف البيان أن الجهات المختصة في حلب سجلت "عدة خروقات قامت بها المجموعات الإرهابية المسلحة" على حد تعبيره، ولفتت القيادة العامة للجيش السوري إلى أنها تواصل التزام بيانها الخاص بهدنة العيد ولكنها "تؤكد تصميمها على مواصلة التصدي بحزم لهذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الوطن والمواطنين" وفق قولها.

وزاد انفجار استهدف الشرطة السورية في مدينة دير الزور، السبت، من الشكوك إزاء تماسك هدنة عيد الأضحى، التي وافق عليها طرفا النزاع في سوريا، وسقط منذ بدء سريانها، الجمعة، ما يزيد عن مائة قتيل، وسط تبادل الجانبان الاتهام بتقويض وقف إطلاق النار.

وقال نشطاء معارضون إن سحب الدخان الأسود الكثيف تصاعدت من موقع مقر الشرطة العسكرية بوسط "دير الزور، بعد الانفجار الذي أعقبته، وبحسب تلك التقارير، مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة به.

وذكر معارض سوري لـ CNN أن قوات النظام ردت على مهاجمة المبنى الأمني بقصف مدفعي على ضواحي المدينة، ذات الأغلبية السنية، التي شهدت أعنف المواجهات العسكرية بين الطرفين إبان الشهور القليلة الماضية.

ومن جانبها، قدمت السلطات السورية رواية مخالفة للهجوم قائلة إن وقع أمام الكنيسة السريانية بالمدينة ما أدى ألحق أضرارا كبيرة بها.

وجاء اتفاق وقف إطلاق النار الهش كمبادرة من مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المشترك لسوريا، الأخضر الإبراهيمي، لوقف حمام الدم الذي أودى بحياة 32 ألف شخص منذ اندلاع انتفاضة شعبية مناهضة للنظام في مارس/آذار العام الماضي.

وبدوره، نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ومقره بريطانيا،  إن ثلاثة جنود من قوات النظام قتلوا في المواجهات، في حيث أوردت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" المعارضة، التي توثق وتنظم الأحداث داخل البلاد، بأن مدنيين اثنين قتلا بالمواجهات.

وبالإضافة لذلك قتل عشرة أشخاص في أماكن متفرقة بأنحاء سوريا السبت، من بينهم ستة قضوا نحبهم في اشتباكات بالعاصمة دمشق.

وبلغ إجمالي الضحايا من قتلوا منذ بدء سريان الهدنة، الجمعة، 112 قتيلاً، وسط دعوات أمريكية للأطراف السورية الالتزام بتعهداتهم بوقف إطلاق النار.