دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عاشت الحدود السورية التركية يوماً خامساً من التوتر، إذ رد الجيش التركي على قذيفة سورية سقطت على مكتب للمحاصيل الزراعية ببلدة "آقتشه قلعة" في حين برز موقف لافت لوزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو، اقترح فيه تولي نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، قيادة مرحلة انتقالية، الأمر الذي ردت عليه المعارضة السورية بالقول لـCNN بالعربية بأن الزمن قد تجاوزه.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية شبه الرسمية أن قذيفة سقطت على مكتب للمحاصيل الزراعية ببلدة آقتشه قلعه" بمحافظة "شانلي أورفة" جنوب شرق تركيا، دون وقوع أي خسائر في الأرواح.
ونقلت الوكالة عن عبد الحكيم أيهان، رئيس بلدية "أقتشه قلعة" قوله إن قذيفة سقطت على الشريط الحدودي بين البلدين، مشيرا إلى أن منطقة "تل أبيض" السورية التابعة لمحافظة الرقة تشهد قصفا مدفعيا بشكل متقطع منذ الصباح الباكر.
وأضاف، أيهان، أن القوات التركية ردت مباشرة على المواقع التي جاءت منها القذيفة من الجانب السوري، لافتا إلى عدم وقوع ضحايا في الحادث الذي يأتي في إطار سلسلة من التجاوزات السورية على الأراضي التركية.
وكان التوتر بين تركيا وسوريا قد تصاعد بعد سقوط قذائف سورية في البلدة عينها، أدت إلى مقتل خمسة أتراك وإصابة تسعة، ما دفع البرلمان التركي إلى تفويض الحكومة بالقيام بعمليات عسكرية خارج حدود البلاد عند الضرورة.
على المستوى السياسي، برز الحديث التلفزيون الذي أدلى به وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، والذي اقترح فيه قيام فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري، بتولى قيادة حكومة سورية انتقالية، موضحا أنه وردت إليه معلومات تفيد أن الشرع "حاول الفرار من البلاد لكنه لم يستطع."
ووصف داود أوغلو الشرع بأنه "رجل عقل وضمير ولم يشارك في المجازر بسوريا، لا أحد سواه يعرف بشكل أفضل النظام في سوريا،" وعبّر المسؤول التركي عن قناعته بأن الشرع "لا يزال موجودا في سوريا وأنه حاول الهرب من قبل لكنه لم يستطع."
وأوضح داود أوغلو أن جميع من تحدثوا معهم حول الوضع في سوريا يقرون بأن الرئيس السوري، بشار الأسد "ارتكب خطأ كبيرا بحق شعبه، ومتفقون كذلك على ضرورة تخليه عن منصبه في المستقبل."
وعن نقاط الخلاف بين تركيا وغيرها من الدول حول الوضع السوري، قال داود أوغلو "إن كلا من روسيا والصين ترغبان في مرحلة انتقالية بزعامة الأسد،" في حين أن تركيا "ترغب في تشكيل حكومة انتقالية بدون الأسد"، بحسب قوله مشيرا إلى أن الأسد لابد أن يتخلى عن جميع صلاحياته، وفقاً لوكالة الأناضول.
من جانبه، قال مدير مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري، رضوان زيادة، في اتصال مع CNN بالعربية، إن هذا الاقتراح "هو أولاً قديم وعمره أكثر من سنة وسبق أن تبنته الجامعة العربية ليكون صيغة للحل على غرار الصيغة اليمنية ولكن الأسد لم يستجب."
وتابع زيادة قائلاً: "لقد سمعنا وليد المعلم، وزير خارجية الأسد، وهو يقول من على منبر الأمم المتحدة، إن طلب البعض من الأسد التنحي عن السلطة تدخل سافر في الشأن السوري، وبالتالي فإن الأسد يرفض هذه الحلول."
وتابع زيادة بالقول: "ثانياً، هذا الطرح برز في مرحلة سياسية سابقة، ومنذ ذلك الحين حصل تبدل كبير، ولم يعد الأمر يقتصر على استبدال رئيس بنائبه، رغم أننا نتفق جميعا على أن الشرع لم يتورط بسفك الدماء، لذلك أرى أن الطرح غير مناسب، وأنا استغرب طرحه من قبل وزير الخارجية التركي.
ورجح زيادة أن يكون داوود أوغلو يهدف من خلال هذا الطرح إلى "مغازلة روسيا بالحد الأدنى ومخاطبتها عبر هذا الأمر،" ولكنه استطرد بالقول: "هذا الطرح غير عملي والشرع لن يتمكن من الإمساك بزمام الأمور والسيطرة على الأجهزة الأمنية الموجودة."
وحول التوترات العسكرية المتصاعدة بين سوريا وتركيا وإمكانية تفاقمها وتحولها إلى مواجهات مباشرة قال زيادة "التصعيد بين تركيا وسوريا وصل إلى مستويات خطيرة وأعتقد أن النظام السوري سيسير باتجاه المواجهة حتى النهاية."
وأضاف زيادة: "لدى تركيا الحق الكامل بالدفاع عن نفسها ولكنها لن تستطيع التدخل بشكل كامل دون غطاء عربي عبر الجامعة العربي، أو دولي عبر حلف شمال الأطلسي 'ناتو' وذلك بسبب الاعتبارات الداخلية في تركيا وموقف قوى المعارضة الموجودة فيها ودون هذه الشروط لا أعتقد أن تركيا ستتدخل رغم التوتر القائم،" على حد تعبيره.