دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- سادت حالة من الغموض على نتائج المباحثات التي أجراها مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، مع الرئيس السوري بشار الأسد، خلال الساعات القليلة الماضية، في الوقت الذي حصدت فيه المواجهات المتواصلة بين مسلحي الجيش الحر والقوات الحكومية ما يقرب من 200 قتيلاً، في مختلف أنحاء سوريا الخميس.
وقبل مغادرته دمشق، دعا الإبراهيمي، الذي قام بعدة جولات مكوكية بين العديد من عواصم العالم، بحثاً عن حل للأزمة السورية، إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا، تتمتع بـ"صلاحيات كاملة"، إلى حين إجراء انتخابات جديدة، واصفا الوضع في سوريا بأنه يشكل خطراً على العالم بأسره، وشدد على أن الصلاحيات الكاملة تعني أن كل صلاحيات الدولة تكون عند هذه الحكومة المقترحة.
وقال المبعوث الأممي العربي، في تصريحات له الخميس، قبل أن يتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو، التي من المقرر أن يصلها السبت، إن "بيان جنيف يتضمن ما يكفي لوضع خريطة طريق لإنهاء الأزمة السورية خلال الأشهر القليلة القادمة"، وأضاف: "لابد للعنف أن يتوقف، ومن أجل ذلك يجب أن تكون هناك مراقبة قوية، توفرها عملية حفظ سلام."
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في القيادة القطرية لحزب "البعث العربي الاشتراكي" الحاكم، قوله إن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، حول عقد اجتماع للقيادة القطرية للحزب، لمناقشة وضع الأزمة في سوريا، واتخاذ قرار بشأن مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا "عار عن الصحة تماماً، وبعيد عن الحقيقة جملةً وتفصيلاً."
وأضاف المصدر أن "القيادة القطرية للحزب لم تناقش الموضوع المذكور، ولم تصدر أي تصريح بهذا الشأن"، مشيراً إلى أن "الموقع الالكتروني الذي لفق الخبر(البعث نت) يدار من الأراضي اليمنية، ولا صلة له بقيادة الحزب في سوريا"، كما اعتبر أن "ما ورد في الخبر يندرج في إطار الحملة الشرسة، التي تستهدف صمود سوريا، وتماسك شعبها وجيشها ومؤسساتها، خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد."
وعلى الصعيد الميداني، أفادت لجان التنسيق المحلية، كبرى جماعات المعارضة العاملة داخل سوريا، بأنها استطاعت توثيق 197 "شهيداً"، مع انتهاء يوم الخميس، بينهم تسعة أطفال وسبع سيدات، سقط 103 منهم في دمشق وريفها، بينهم 50 قتيلاً في "براد" على الطريق السريع بين دمشق درعا، بالإضافة إلى سبعة قتلى في "سيدي مقداد"، تم إعدامهم ميدانياً.
كما سجلت لجان التنسيق، بحسب بيان حصلت عليه CNN بالعربية في وقت مبكر من صباح الجمعة، سقوط 26 قتيلاً في إدلب، و22 في حلب، و15 في حمص، و11 في دير الزور، ومثلهم في حماه، بالإضافة إلى أربعة "شهداء" في درعا، و"شهيدين" في الرقة، فيما قتل أحد الأشخاص تحت التعذيب في اللاذقية، فضلاً عن سقوط قتيلين آخرين في دمشق، أحدهما من القنيطرة والآخر من الحسكة.
يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من طبيعة الأحداث الميدانية في سوريا نظرا لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.