دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رفعت المعارضة السورية تقديراتها لضحايا العمليات العسكرية المستمرة في عدة مناطق بالبلاد إلى أكثر من 50 قتيلاً، معظمهم بحمص التي يتواصل القصف على أحيائها منذ الصباح، ودعا المجلس الوطني لتطويق سفارات النظام السوري حول العالم، بينما نفت وسائل الإعلام الرسمية بدمشق حصول عمليات عسكرية، متهمة "مجموعات إرهابية" بتفخيخ الأبنية.
وقالت "لجان التنسيق المحلية" المعارضة إنه بالنسبة بمناطق ريف دمشق، فقد سقط جرحى في قصف استهدف بناء في مضايا التي تحاول قوات النظام اقتحامها من عدة محاور، فيما يستمر القصف على مدينة الزبداني وهدم المنازل وزيادة أعداد الجرحى وسط نقص في المواد الإسعافية
أما في رنكوس بريف دمشق أيضاً، فقد وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر "الجيش السوري الحر" المكون من عناصر أمنية منشقة، وبين قوات موالية للحكومة، واستمرت عمليات التمشيط في دوما، والتي بدأت من المناطق المحيطة بها، مع توقع وصولها إلى وسط المدينة قريباً.
كما سقط قتلى في معرة النعمان قرب إدلب خلال مظاهرة مناهضة للقوات الحكومية، بينما ارتفع إجمالي القتلى بحسب اللجان إلى 56، بينهم 37 في حمص، وعشرة في ريف دمشق وستة في إدلب، إلى جانب قتيلين في حلب وقتيل في كفرسوسة بدمشق.
أما الهيئة العامة للثورة السورية، التي تمتلك بدورها هيئات تابعة لها على الأرض، فقد أشارت إلى أن حصيلة القتلى بلغت 81 قتيلاً، بينهم 57 في حمص وعشرة في ريف دمشق وتسعة في إدلب وأربعة في حلب وواحد في حماه.
من جانبها، نفت وكالة الأنباء السورية الرسمية وجود قصف أو عمليات عسكرية في حمص، ونقلت عن سكان لم تسمهم قولهم إن من وصفتهم بـ"المجموعات الإرهابية" قاموا بتفخيخ بعض الأبنية بعد أن هجرت سكانها بأحياء الإنشاءات والنازحين وعشرية بحمص وعمدوا إلى تفجيرها بعد ذلك، إلى جانب إشعال النار بإطارات السيارات فوق الأسطح لإعطاء انطباع أن الجيش يقوم بقصفها.
وكان أحد الناشطين في حمص، عرف نفسه باسم "داني"، لـCNN قد قال إن القوات الحكومية قامت بقصف المدينة طوال يوم أمس (الأحد) بالدبابات والمدفعية الثقيلة، وقذائف المورتر، وكذلك القذائف الصاروخية، والتي وصفها بأنها "شيء جديد"، في إشارة إلى تصاعد عمليات القصف التي تتعرض لها المدينة.
وتابع الناشط السوري قائلاً: "إنهم لا يستهدفون مكاناً صغيراً محدداً، كما إنهم لا يستهدفون شخصاً بعينه يريدونه، إنهم يستهدفون كل الناس"، معتبراً أن "فشل" مجلس الأمن في التوصل إلى قرار يوقف آلة القتل اليومي في سوريا، يمنح نظام الأسد "الضوء الأخضر" لمواصلة قتل الشعب السوري.
وأفاد "داني"، إضافة إلى أحد الأطباء في مستشفى ميداني بحمص، بأنهما تمكنا من إحصاء ما يزيد على 30 جثة لأشخاص سقطوا نتيجة قصف الذي تشنه القوات السورية على حي "باب عمرو" في المدينة.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على حركة المراسلين الأجانب.
من جانبه، وجه المجلس الوطني السوري، الإطار الرئيسي للمعارضة، نداء وجهه إلى "السوريين والعرب وأحرار العالم حول ما يجري في حمص" ودعا إلى "تطويق سفارات النظام السوري" حول العالم بسبب "رفع وتيرة الجريمة والقمع" في البلاد، على حد تعبيره.
وأضاف المكتب الإعلامي للمجلس في بيانه: "ندعو أبناء الجاليات السورية في كل مكان، والشعوب التي تؤمن بإنسانية الإنسان إلى أن تقف موقفا حازما لصالح شعبنا المكافح من أجل حريته. نناشد الجميع تطويق السفارات السورية والاعتصام عندها."
كما أشار المجلس إلى تلقيه معلومات وصفها بأنها "ذات مصداقية عالية" بقيام النظام بحشد قرابة 4 آلاف جندي من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة لمعاودة الهجوم على حي الخالدية في قلب حمص.
ويوم السبت، أحبطت روسيا والصين مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعم دعوة الجامعة العربية للرئيس السوري للتنحي، ويدين الحكومة السورية، حيث استخدمت بكين وموسكو حق النقض "الفيتو" ضد القرار، الذي صوت لصالحه 13 عضواً بالمجلس.