دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قبل عام من اليوم، خرج عشرات السوريين في تظاهرة محدودة بساحة المرجة بدمشق للمطالبة بالإفراج عن أقاربهم المعتقلين، لكن سرعان ما فرقتهم قوات الأمن السورية، وهم يهتفون "الشعب السوري ما بينذل."
وبعد ذلك بأيام أضرم محتجون النار في مقر حزب البعث الحاكم في درعا، وانطلقت بعد ذلك احتجاجات عارمة لا تقبل سوى بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي لم يجد سوى حملة قمع أمنية قاسية للرد على مطالب المحتجين.
وبعد نحو عام، تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 8000 شخص لقوا حتفهم خلال الانتفاضة السورية التي انطلقت شرارتها في 15 مارس/آذار من عام 2011، بعد أن شاهد السوريون "الربيع" يمر بعدد من الدول العربية من حولهم.
ورغم القتل والمذابح التي كشفت عنها عدة منظمات، إلا أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يصر على أن "جماعات إرهابية مسلحة،" تقف وراء العنف والتفجيرات والمذابح، وتتلقى دعما خارجيا من جهات "لها مصلحة في زعزعة استقرار سوريا."
ويقف العالم الآن على مسافة من الأزمة السورية فيما يبدو أنه موقف حائر، بين دعوات للتدخل العسكري وحسم الموقف بسرعة، وبين دعوات التغيير السلمي وانتقال السلطة عبر الضغط على الأسد من خلال العقوبات.
وتحاول الدول العربية الآن، ومعها القوى العالمية وضع خطة من شأنها أن تؤدي إلى السلام الذي يريده الجميع، غير أنه سيكون من الصعب للغاية تحقيق ذلك، إذ أن الحكومة والمعارضة تقفان على طرفي نقيض بعيد.
فحكومة الأسد تقول إنها ليس لديها معارضة حقيقية، وإنها لن تتوانى في سعيها للقضاء على "العصابات الإرهابية المسلحة،" بينما لا ترضى المعارضة بفكرة الجلوس على طاولة مفاوضات حتى يتم وقف إطلاق النار، كما أن أطرافا معارضة أخرى لا تقبل حتى فكرة التفاوض مع الأسد.
وأمام صمت الدول الكبرى، يتساءل الكثيرون عن سبب عدم تكرار "السيناريو الليبي" في سوريا، وهو تساؤل يفضي إلى مزيد من الأسئلة حول ما إذا كان الغرب تدخل في ليبيا ليحمي النفط، ويزيل نظام العقيد معمر القذافي لأسباب اقتصادية بحتة.
والتساؤل هذا لم يجب عليه علنا سوى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، الذي قال في مقابلة مع شبكة CNN في فبراير الماضي: "أولا وقبل كل شيء، سيف الإسلام القذافي هدد أنه سيدمر مدينة بنغازي كلها.. وكان لديهم الوسائل للقيام بذلك."
وأضاف "ثانيا: الموقع السياسي يختلف بين سوريا وليبيا، وثالثا: في سوريا، هناك جيش نظامي قوي، بينما في ليبيا، لم يكن هناك جيش، سوى بعض الميليشيات التي يرأسها أبناء القذافي والتي هي مختلفة تماما.. وربما لأنه لا يوجد نفط في سوريا."
ولدى سؤاله عما كان يعنيه بعدم وجود نفط في سوريا، وإذا كان النفط هو دافع التدخل في ليبيا، قال العربي "هذا ممكن.. ولكن على أية حال، يمكن أن نضيف إلى ذلك أن هذا هو عام الانتخابات في الولايات المتحدة، وهناك انتخابات في فرنسا.. وأوروبا ليست في أفضل الحالات الاقتصادية للدخول في مشروع من هذا القبيل."
ويتضح من تصريحات العربي، وهي ذاتها يتناقلها محللون سياسيون، أن القضاء على نظام الأسد يتطلب أكثر بكثير من مجرد "النزعة الإنسانية" لوقف معاناة شعب ما، بل على العكس من ذلك، "فالأمر برمته لعبة سياسية لها قواعد تحكمها المصالح، بعيدا عن مفاهيم الشارع."