واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- توقع قائد القيادة الأمريكية الوسطى، الجنرال جيمس ماتيس، أن يزداد العنف في سوريا بشكل متسارع، وذلك مع لجوء نظام الرئيس بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا إلى استخدام السلاح لقمع الثورة التي تهدده، كما أشار لصعوبة التدخل الجوي الدولي، غير أن توقع سقوط الأسد في نهاية المطاف.
وقال ماتيس، في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي، إن الانشقاقات العسكرية تتزايد في الجيش السوري، ولكن الأسد مازال يحتفظ بموارد عسكرية كبيرة.
وأضاف ماتيس: "سيستخدم (الأسد) المزيد والمزيد من الأسلحة الثقيلة ضد شعبه مع مرور الوقت، وأعتقد أن الأمور ستزداد سوءا قبل أن تبدأ بالتحسن."
وتابع الضابط الأمريكي بالقول إن الأسد "سيبقى في السلطة لبعض الوقت،" وأنه "يحقق بوضوح ما يريد تحقيقه من أهداف،" قبل أن يعود ليستطرد قائلاً إن الرئيس السوري "سيسقط في نهاية الأمر، " وأن القضية باتت مسألة وقت.
وحذر ماتيس من القدرات العسكرية السورية، قائلاً إن ترسانة دمشق تشمل كميات كبيرة من الأسلحة البيولوجية والكيماوية، إلى جانب أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة، وكذلك آلاف الصواريخ المضادة للطائرات، من الأنواع التي يمكن حملها على الكتف.
ورأى ماتيس أن الأسد يتلقى المساعدة العسكرية من روسيا وإيران، وأضاف أن موسكو زودته دمشق بأنظمة رادار وصواريخ مضادة للطائرات، ما سيصعب فرض مناطق حظر جوي، بينما تقدم إيران أسلحة أخرى ووسائل تقنية تسمح بالتجسس على شبكات المعارضة.
واتهم ماتيس إيران بإرسال مستشارين لديهم "خبرات" في قمع المعارضة، وسبق لهم أن مارسوها في بلادهم، وجزم بأن لدى طهران اهتمام كبير بالحفاظ على نظام الأسد.
واعتبر ماتيس أن لدى سوريا واحد من أكبر مخزونات السلاح الكيماوي في العالم، وقال إنه يمكن في حال عدم توفير الحماية له أن يسقط بين يدي مجموعات "إرهابية" على غرار حزب الله اللبناني، كما أبدى خشيته من إمكانية إساءة استخدام تلك المواد من قبل من يضع يده عليها في حال عدم حصوله على التدريب الضروري للتعامل معها.
وبحسب ماتيس، فإن الأسد لم يحاول حتى الآن استخدام المخزون الكيماوي لديه لضرب شعبه، ولكنه أكد "استمرار مراقبة الوضع،" مرجحاً ألا يقوم الرئيس السوري باستخدام هذا النوع من السلاح خشية إثارة المجتمع الدولي.
ولم يستبعد ماتيس إمكانية وجود من وصفها بـ"الجماعات الإرهابية" في صفوف القوات المناهضة لنظام الأسد، مشيراً إلى أن الانفجارات الكبيرة التي جرت في البلاد تشير إلى دورها.
غير أن ملاحظات ماتيس هذه استدعت رداً قاسياً من السيناتور الجمهوري، جون ماكين، الذي توجه لماتيس قائلاً: "كلما اندلعت أزمة من هذا النوع يثور سؤال حول هوية المعارضة، ويصار إلى القول بأننا لا نعرف هؤلاء الناس وهم ربما من تنظيم القاعدة، لقد سمعت هذا الكلام عن تونس وعن مصر وعن ليبيا."
وأضاف ماكين: "أتعلم ما يثير الغضب أيها الجنرال؟ أن الناس خرجوا مطالبين بالحرية ولرفض الوقوع تحت حكم طاغية قمعي، واليوم سنعود فجأة إلى افتراض أنهم من تنظيم القاعدة؟"
وحذر ماكين من إمكانية موت الكثير من الأشخاص في سوريا، في حال السماح باستمرار الوضع الحالي و"المذبحة" القائمة، على حد تعبيره.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.