دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت مصادر في المعارضة السورية عن سقوط مئات القتلى برصاص القوات الموالية لنظام الرئيس، بشار الأسد، منذ بدء مهمة بعثة المراقبين الدوليين الأسبوع الماضي، ضمن جهود وقف أعمال العنف التي تشهدها سوريا منذ قرابة 14 شهراً، وخلفت أكثر من 10 آلاف قتيل.
وقالت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية إنها تمكنت من توثيق 462 قتيلاً، من بينهم 34 طفلاً على الأقل، لقوا حتفهم على أيدي القوات النظامية، منذ 16 أبريل/ نيسان الجاري، وهو موعد وصول طليعة بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا، لمراقبة تطبيق الخطة الرامية لإنهاء أعمال القتل في الدولة العربية.
وقالت لجان التنسيق، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية: "لم تتوقف المعارك بالأسلحة النارية، وعمليات القصف بالمدن السورية"، كما أشارت إلى استمرار الاقتحامات وإطلاق النار العشوائي والقنص المستمر، من قبل قوات النظام، في مختلف مدن ومناطق سوريا.
وفي الأمم المتحدة، أدان الأمين العام للمنظمة الدولية، بان كي مون، استمرار أعمال العنف في سوريا، والقمع المتواصل للمدنيين، "بأشد العبارات"، فيما دعت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى المنظمة، مجلس الأمن، إلى فرض عقوبات إضافية على نظام الأسد.
وقال كي مون، في بيان صحفي تلقته CNN، إن "الوضع الحالي غير مقبول، ولا بد أن ينتهي على الفور"، مبدياً "قلقه البالغ بشأن التقارير التي أفادت باستمرار أعمال العنف والقتل في سوريا، بما في ذلك عمليات القصف والتفجيرات في مختلف المناطق السكنية، بالإضافة إلى الاشتباكات المسلحة."
وذكر البيان، الصادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن "الأمين العام يشعر بالانزعاج لاستمرار وجود الأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية وجنود الجيش في المراكز المدنية، كما أفاد بذلك مراقبو الأمم المتحدة العسكريون"، معتبراً أن ذلك "يخالف تعهدات الحكومة السورية بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من هذه المناطق."
من جانبها، أدانت السفيرة الأمريكية، سوزان رايس، رئيسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، رفض الحكومة السورية التقيد بالتزاماتها تجاه خطة المبعوث الدولي المشترك، كوفي عنان، واستخدامها الأسلحة الثقيلة في حماة، وغيرها من المدن، يما يودي بحياة أعداد كبيرة من المدنيين في كل يوم.
وأضافت: "هذا بالضبط ما كنا نشعر بالقلق تجاهه، ودليل آخر على أن الحكومة السورية مستعدة لتقديم الالتزامات والتنصل منها بنفس السرعة، وهو ما يلقي مزيداً من الشك حول استعداد الحكومة لتنفيذ العناصر الأساسية لخطة كوفي عنان"، وفق ما أورد موقع إذاعة الأمم المتحدة.
وتابعت رايس أن موقف بلادها كان مشككاً في مدى التزام الحكومة السورية بخطة عنان، ولكنها تمسكت بالأمل في التأثير الإيجابي، الذي من الممكن أن يسفر عنه نشر مراقبي وقف أعمال العنف، مؤكدة أهمية أن يكون مجلس الأمن "مستعداً للنظر في مسألة فرض العقوبات، إذا استمر النظام السوري في انتهاك التزاماته."
وأشارت إلى ما رددته وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، في عدد من المناسبات، بأن "صبر الولايات المتحدة بدأ ينفد"، وأضافت: "سوف نراقب بعناية فائقة، لتحديد الذي نتمناه، حتى ولو كانت توقعاتنا غير كبيرة، وإن لم يحدث ذلك فسنكون مستعدين خلال فترة التسعين يوما للعودة إلى مجلس الأمن."
يُذكر أن مصادر المعارضة السورية كانت قد أفادت بسقوط 35 قتيلاً، على الأقل، في مواجهات الخميس، توزعوا بواقع 13 قتيلاً في دير الزور، وتسعة في حلب، وسبعة في حمص، إلى جانب قتيلين في درعا، وقتيل في كل من إدلب واللاذقية وحماه وزملكا بريف دمشق.
وأشارت لجان التنسيق إلى قيام قوات موالية للنظام بـ"إعدام ثلاثة شبان من حي دير بعلبة" في حمص، إلى جانب قصف مقبرة في دوما بريف دمشق، واقتحام مستشفى حمدان فيها، وسرقة جثث القتلى، واحتلال أكثر من 60 منزلاً.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من الأحداث الميدانية بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.