دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أكدت السلطات السورية سقوط تسعة قتلى على الأقل، وجرح عشرات آخرين، نتيجة تفجير سيارة مفخخة قرب أحد المواقع العسكرية، التابعة للجيش النظامي، في مدينة "دير الزور"، شرقي البلاد، صباح السبت، جاء بعد قليل من إعلان دمشق عن إحباط محاولة تفجير سيارة أخرى، في نفس المدينة.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" أن المهاجم، الذي وصفته بـ"إرهابي انتحاري"، اقتحم بالسيارة المفخخة التي يقودها، وهي من نوع "هيونداي"، مبنى مؤسسة الإنشاءات العسكرية "متاع"، في حي "مساكن غازي عياش"، مما أدى إلى "استشهاد" 9 من المدنيين وحراس المبنى، وإصابة العشرات، بينهم طفلة عمرها أربع سنوات.
وبث التلفزيون الحكومي مشاهد لموقع الانفجار، بينما كانت تتصاعد منه سحابة دخان كثيفة، وذكر أن التفجير تسبب في حدوث "أضرار كبيرة في المباني السكنية والمنشآت العامة والخاصة"، المحيطة بالموقع، كما نقلت سانا عن مصدر حكومي أن "التفجير الإرهابي" أدى لتصدع الأبنية على مسافة 100 متر، وأحدث حفرة بقطر خمسة أمتار وعمق مترين ونصف المتر، وقدرت كمية المتفجرات بنحو 1000 كيلوغرام.
وكانت مصادر رسمية في الحكومة السورية قد أعلنت في وقت سابق السبت، أن الأجهزة المختصة تمكنت من إحباط محاولة تفجير سيارة مفخخة في "دير الزور"، في الوقت الذي اتهمت فيه الأمم المتحدة ما أسمته بـ"طرف ثالث"، بالوقوف وراء تزايد أعمال العنف في سوريا، وذكرت أن عملية التحقق من هوية ذلك الطرف، أو الجهة التي ينتمي إليها، جارية الآن.
ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن مصدرمسؤول بمحافظة دير الزور قوله إن الجهات المختصة أحبطت محاولة تفجير سيارة مفخخة، وألقت القبض على "المتورطين"، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل، مشيراً إلى أنه تم أيضاً ضبط كميات من العبوات والأحزمة الناسفة، والمواد المتفجرة الداخلة في صناعتها، في "وكر للإرهابيين"، بحي "دير العتيق" بالمدينة.
وتصاعدت أعمال العنف في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، الجمعة، حيث أفادت جماعات المعارضة بأن القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، فتحت النار على المتظاهرين المناوئين للنظام في المدينة، وأمكن سماع دوي إطلاق النار، بينما كانت القوات النظامية تحاول تفريق مظاهرة بدأت بعد صلاة الفجر، وفقاً للجان التنسيق المحلية في سوريا.
من جانبه، أعرب المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي عنان، عن اعتقاده بأن هناك "طرف ثالث" في سوريا، وفيما لم تتضح على الفور أي معلومات بشأن ذلك الطرف، قال أحمد فوزي، المتحدث باسم عنان، في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف الجمعة، إن "عملية التحقق من هويته أو الجهة التي ينتمي إليها جارية الآن."
وقال فوزي، في تصريحاته التي أوردتها إذاعة الأمم المتحدة: "عندما نتحدث عن أطراف ثالثة على الأرض، فنحن نعني أن هناك سمات للأنشطة والحوادث والتفجيرات، والتي يبدو أنها من مصادر أخرى غير مصادر المعارضة والحكومة، ولم يتم التحقق من ذلك بعد.. يجب أن نكون حريصين للغاية."
وتابع قائلاً: "كما تعلمون فإن التفجيرين اللذين وقعا في دمشق، وأديا إلى وقوع أرقام هائلة من الضحايا، قد أعلنت جماعة جهادية مسئوليتها عنهما، ولكن نفس تلك الجماعة نفت بعد أيام أن يكون الادعاء حقيقياً، ووصفت الفيديو الذي نشر على الإنترنت بهذا الشأن، بأنه مزيف.. لذا يجب أن نكون حريصين للغاية بشأن من نحمله المسئولية عن ذلك."
أما عن التعاون مع الحكومة السورية، فقال فوزي إن المبعوث المشترك كوفي عنان، وأفراد الفريق العامل معه، يتواصلون بشكل مستمر مع الحكومة السورية على المستويات المختلفة، وأضاف أن الفريق على الأرض لا يتواصل فقط مع المسئولين الحكوميين، ولكن أيضاً مع ممثلي المعارضة، في مختلف المواقع.
وأسفرت المواجهات التي تواصلت الجمعة، بين القوات الحكومية والمعارضة، عن سقوط 27 قتيلاً على الأقل، بحسب ما أفادت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من نشطاء المعارضة تحصي الخسائر في الأرواح، وتنظم احتجاجات مناهضة للحكومة.
وأشارت إلى أن هذه الحصيلة تتضمن ثلاث نساء وثلاثة أطفال، وتتوزع بين محافظات حمص، وحماة، وإدلب، ودرعا، وحلب، ودمشق، وريف دمشق.
يُشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الواردة من سوريا، نظراً لقيود يفرضها النظام على وسائل الإعلام الأجنبية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.