دمشق، سوريا (CNN) -- وصل كوفي عنان، المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الاثنين، لبدء محادثات مع المسؤولين فيها قبل تقديم تقرير إلى مجلس الأمن حول تقدم مبادرته لحل الأزمة في البلاد، وذلك على وقع الإدانة الدولية لمجزرة "الحولة،" التي اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن مسؤوليتها تقع على عاتق كافة الأطراف، وإن كان قد اعتبر أن بلاده لا تهمها هوية النظام الذي يحكم سوريا.

ومن المتوقع أن يجتمع عنان في دمشق بالرئيس السوري، بشار الأسد، وعدد من كبار المسؤولين، إلى جانب ممثلين عن المعارضة والمجتمع الدولي، كما من المتوقع أن يراجع مع بعثة المراقبة تطورات عملها الميداني.

وقال عنان، في كلمة ألقاها لدى وصوله مطار دمشق: "أزور سوريا في مرحلة حرجة من الأزمة، وأنا مصدوم ومرتاع من الواقعة المأساوية في الحولة التي حصدت أرواح العديد من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، لقد كانت جريمة مروعة وقد أصاب مجلس الأمن بالتنديد بها."

وأضاف: "طلب مجلس الأمن من الأمم المتحدة مواصلة التحقيق في الهجوم على الحولة. يجب محاسبة من أقدم على هذه الجريمة الوحشية، ولقد فهمت أن الحكومة السورية بدورها تحقق بها. إن الشعب السوري، المواطنون العاديون في هذا البلد العظيم، هم من يدفع الثمن الباهظ للنزاع."

وتابع قائلاً: "هدفنا هو وقف هذه المعاناة، يجب أن يتوقف الأمر حالا، أحض الحكومة على القيام بخطوات شجاعة من أجل إظهار جديتها في حل الأزمة سلمياً، كما أحض كل أصحاب الشأن بأن يساعدوا على توفير الجو المناسب من أجل عملية سياسية تتمتع بالمصداقية، ورسالة السلام هذه ليست للحكومة فقط، بل لكل من يحمل السلاح."

مؤتمر صحفي للافروف وهيغ

وقال لافروف في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره البريطاني، ويليام هيغ، إن موسكو "قلقة من عدم تنفيذ خطة السلام في سوريا،" مضيفاً أن بلاده "تركز على وقف العنف."

وأضاف لافروف أن روسيا "غير راضية بتنفيذ الخطة التي اقترحها عنان،" وأنها ترى ضرورة أن يضع المجتمع الدولي "آليات إضافية" لتنفيذها.

ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن لافروف قوله: "يُقلقنا أن يجري تنفيذ خطة كوفي عنان بشكل غير مُرضٍ. وقد تم تحقيق بعض التقدم نحو خفض العنف. إلا أن حوادث مثل ما حدث في بلدة الحولة تؤكد أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق أهدافنا".

وبحسب وزير الخارجية الروسي فإن الأكثر أهمية لموسكو هو "وقف العنف في سوريا وليس هوية النظام الذي يحكمها."

وتابع لافروف قائلاً: "نحن لا ندعم الحكومة السورية، نحن ندعم خطة عنان، رقصة التانغو بحاجة لاثنين، رغم أن الوضع الحالي في سوريا لا يشبه رقصة التانغو بل حفلة ديسكو."

من جانبه، أعاد هيغ التأكيد على مواقف بلاده حيال الوضع في سوريا وإدانتها لما جرى في الحولة، وقال إن موقف لندن حيال ضرورة تنحي الرئيس السوري، بشار الأسد، قد أعلن عنه في السابق، ولكنها تركز الآن على تنفيذ خطة عنان.