عمان، الأردن (CNN)-- أكد مسؤولون في المجلس الوطني السوري في الأردن، إبلاغهم بتطبيق إجراءات "مؤقتة" رسمية، تقضي بتشديد دخول اللاجئين السوريين إلى المملكة، ليستمر ذلك حتى الأيام القليلة المقبلة.
وقال مسؤول مكتب الأردن في المجلس الوطني السوري مأمون النقار، لـCNN بالعربية، إن هناك إجراءً أردنياً رسمياً مؤقتاً بالتشديد على دخول اللاجئين السوريين إلى المملكة، سينتهي خلال أيام.
وأوضح النقار أن القرار "متفهم ومبرر"، وأنه متعلق بالتقاطعات السياسية المتعلقة بالأزمة السورية، مشيراً إلى أنه تم إبلاغه من السلطات الأردنية بذلك.
جاءت تصريحات النقار، عقب أيام من تداول تقارير إعلامية تشير إلى منع دخول سوريين إلى المملكة، فيما اعتبرتها السلطات الأردنية إجراءات متعلقة بأسباب أمنية، نافية في الوقت ذاته صدور قرار بالمنع.
وفي الوقت الذي أكد فيه النقار وجود الإجراء، أشار إلى أنه ليس قرار بمنع دخول اللاجئين، وأنه ليس "قطعياً"، بل إن هناك حالات يسمح لها بالدخول، مشيراً إلى أن السلطات الأردنية لديها الحق في اتخاذ القرار، على ضوء الأوضاع الأمنية في سوريا، وأشار إلى أن الإجراء ينسحب على المعابر الحدودية المختلفة.
ولفت النقار إلى أن وعوداً تلقاها من المسؤولين الأردنيين بالانتهاء من إجراءات التشديد وتقنين دخول القادمين إلى المملكة من السوريين خلال أيام، رافضاً الإشارة إلى الأعداد التي لم يسمح لها بالدخول.
وتقاطعت تلك التصريحات مع رسالة وجهها لاجئون سوريون، عبر صفحة الهيئة العامة للثورة السورية، إلى المجلس الوطني السوري، ناشدوا خلالها العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، بمنح السوريين تسهيلات بدخول البلاد.
ودعت الرسالة، التي حصلت CNN بالعربية على نسخة منها، ومروسة بتاريخ الاثنين 11 يونيو/ حزيران الجاري، تحت عنوان "نداء إلى العاهل الأردني"، المجلس الوطني للتواصل مع القيادة الأردنية، لإصدار توجيهات "مباشرة" لاستقبال السوريين، وتأمين العلاج للجرحى والمرضى خاصة، إضافة إلى تسهيل أمور السوريين في الأردن بشكل عام.
وقالت الرسالة: "لكن ما أثار حزننا وأسفنا، ما حدث في الفترة الأخيرة، من عدم استقبال السوريين القادمين إلى الأردن، بعد إعلامهم بأن السوري غير مرغوب فيه في الأردن، ثم إجبارهم على العودة إلى سوريا وغيرها من جهات قدومهم."
وكان وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، قد نفى الخميس الماضي، في مؤتمر صحفي، صدور قرار بمنع استقبال اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن حالات لم يسمح لها الدخول لأسباب أمنية، ولوجود شكوك حولها.
وبلغ عدد السوريين القادمين إلى المملكة منذ اندلاع الأزمة السورية، نحو 120 ألف، بحسب مصادر رسمية أردنية، فيما رجحت مصادر إغاثية بلوغهم 140 ألف، من بينهم 22 ألف مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
من جهته، أشار الناشط والمعارض السوري، الدكتور محمد عناد سليمان، إلى أن السلطات الأردنية تلقت مؤخراً 860 طلباً من لاجئين سوريين مقيمين في أماكن التجمعات الرئيسية للاجئين بالعودة إلى سوريا.
وأكد لـCNN بالعربية أن الطلبات تمت الموافقة عليها من خلال متصرفية مدينة "الرمثا" الحدودية مع سوريا، إلا أن عمليات إعادة السوريين عبر الحدود لا تتجاوز 20 إلى 30 لاجئاً، بسبب الأوضاع الأمنية في سوريا.
ويقيم اللاجئون السوريون في ثلاثة تجمعات رئيسية في مدينة الرمثا الحدودية، فيما يتوزع الآلاف منهم في محافظات البلاد، ومن بينها العاصمة عمان، لدى أقاربهم، وفي الإسكانات الإيوائية التابعة للجمعيات الخيرية المحلية.