دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت المعارضة السورية مقتل 72 شخصاً برصاص قوات الأمن والجيش الأربعاء، في وقت دافعت فيه موسكو عن صفقات الأسلحة التي تقدمها لسوريا، متهمة واشنطن بالمقابل بتسليح المعارضة، أما دمشق، فأعلنت أنها "طهرت" بلدة الحفة قرب اللاذقية من "الإرهابيين" ودعت المراقبين لزيارتها بعد منعهم من ذلك على مدار أيام مضت.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن عدد قتلى الأربعاء ارتفع إلى 72، بينهم 23 في حمص، وعشرة في كل من دير الزور ودرعا وحماه، وتسعة في إدلب، وسبعة في حلب، إلى جانب قتيلين في اللاذقية، وقتيل في ريف دمشق.

ميدانيا، قالت وكالة الأنباء السورية، إن من وصفتها بـ"الجهات المختصة" قد أعادت "الأمن والهدوء إلى منطقة الحفة بعد تطهيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت المواطنين واعتدت عليهم وقامت بتخريب وحرق عدد من الممتلكات العامة والخاصة بالمنطقة."

وذكر مصدر رسمي أن الجهات المختصة "واصلت ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية في القرى المحيطة بمنطقة الحفة واشتبكت مع عدد من الإرهابيين ما أدى إلى مقتل بعضهم وإلقاء القبض على الآخرين.  كما صادرت الجهات المختصة كميات كبيرة من الأسلحة المتطورة التي استخدمتها المجموعات الإرهابية في اعتداءاتها وترويعها للأهالي ومن ضمنها صواريخ كوبرا وقناصة وبنادق آلية وعبوات ناسفة وهاون وقواذف ار بي جي وكمية كبيرة من الذخيرة."

كما نقلت الوكالة عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية قوله "بعد أن قامت المجموعات الإرهابية في مدينة الحفة بعمليات قتل وترهيب المواطنين الأبرياء وسلب ونهب وحرق الممتلكات العامة والخاصة والمحال التجارية دعت الوزارة صباح اليوم مراقبي الأمم المتحدة إلى الذهاب لمدينة الحفة والاطلاع على الأوضاع فيها."

وأضاف المصدر أن هذه الدعوة "تأتي في إطار مهمة المراقبين المتمثلة بالتحقق مما يجري على الأرض ومعاينة ما قامت به تلك المجموعات الإرهابية."

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الأوضاع الميدانية في سوريا، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل بشكل مستقل على أراضيها.

سياسيا، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، الأيمن العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، أحمد جبريل، وأشارت الوكالة السورية إلى أن النقاش طال "التجاوزات" الإسرائيلية" و"بناء المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية بهدف إحكام حصار القدس.. في ظل إشغال العالم بالأحداث التي تشهدها المنطقة والتجاهل المتعمد للقضية الفلسطينية."

ونقلت الوكالة أن الأسد قال لجبريل بأن الضغط التي تمارس على بلاده تهدف إلى "حرفها عن القضية الأساسية وهي فلسطين،" بينما أعرب جبريل عن "وقوف الجبهة إلى جانب سورية التي وقفت دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة الوطنية،" على حد تعبيره.

لافروف يتهم كلينتون بتقديم سلاح للمعارضة

من جانبها، نقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية الرسمية عن وزير الخارجية، سيرغي لافروق، نفيه أن تكون الأسلحة التي تصدرها بلاده لسوريا، موجهة ضد المظاهرات السلمية، متهما الولايات المتحدة بتسليح المعارضة لمحاربة الحكومة السورية.

ونفى لافروف في هذا الصدد ما صارحت به وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، حول توريد روسيا مروحيات قتالية هجومية إلى السلطات السورية، وأضاف ردا على سؤال عن مبيعات السلاح إلى سوريا في مؤتمر صحفي في طهران بثه التلفزيون الإيراني: "نحن لا ننتهك أي قانون دولي بإبرام هذه العقود".

وتابع "هم (الولايات المتحدة) يزودون المعارضة السورية بسلاح يمكن استخدامه في محاربة الحكومة السورية".

 وقال لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي الأربعاء "إننا قلقون بشأن مصير سورية شعبا وحكومة، ولا نريد أن تصاب سورية بتفكك، فهي لديها وضع معقد، وبعض الأطراف تريد تطبيق النموذج الليبي في سورية، مع العلم أن تداعيات النموذج الليبي لا زالت قائمة ولا زلنا نعاني منها،" على حد تعبيره.