أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- نددت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الأحد بإسقاط سوريا لطائرة مقاتلة تركية، الذي وصفته تركيا بأنه "تصرف عدائي" ودعت الدولة العضو بالناتو، على إثره حلف شمال الأطلسي للتشاور، الثلاثاء، ما قد يتيح لتركيا الدعوة إلى تفعيل البند الخامس للحلف.
وقالت كلينتون في تصريح صحفي، الأحد، إن إسقاط الطائرة التركية من قبل قوات النظام في سوريا يمثل تعبيراً جديداً عن استهانتها بالأعراف الدولية وحياة البشر والسلام والأمن، واصفة ذلك بأنه عمل غير مقبول."
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد أجرت السبت محادثة هاتفية مع نظيرها التركي، أحمد داود أوغلو، أبلغته خلالها استنكار الولايات المتحدة لهذا العمل الغير المقبول.
وبدورها، قالت وزارة الخارجية التركية أن أوغلو أجرى سلسلة مشاروات بالهاتف مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ونظرائه في كل من فرنسا وروسيا وإيران وبريطانيا، ومنسقة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون.
وكانت سوريا قد أعلنت عن إسقاط الطائرة التركية في مياهها الإقليمية، الجمعة.
ومن جانبه، دان وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إسقاط المقاتلة التركية "يجب على نظام الأسد ألا يرتكب خطأ الاعتقاد بأن باستطاعته التصرف بحصانة من العقاب."
وأضاف: "تقف المملكة المتحدة على استعداد للسعي لاتخاذ إجراء صارم من خلال مجلس الأمن الدولي."
والسبت، قال سلجوق أونال، الناطق باسم وزارة الخارجية التركية، لـCNN أن أنقرة أبلغت سوريا رسمياً بأنها تعتبر إسقاط طائرتها بواسطة الدفاعات الجوية السورية "عملاً عدائياً" في خطوة تصعيدية جديدة بين البلدين، تزامنت مع الإعلان عن تحديد موقع حطام المقاتلة.
وأشار سلجوق إلى أن السلطات التركية قدمت بلاغها بشكل رسمي من خلال رسالة دبلوماسية تم تسليمها للقنصلية السورية في مدينة اسطنبول.
في الغضون، طلبت تركيا طلبت من قيادة حلف "الناتو" عقد اجتماع، الثلاثاء، لبحث قضية إسقاط الطائرة العسكرية التركية من قبل سوريا، مشيرةً إلى أن الحلف سيعقد اجتماعه على مستوى الممثلين الدائمين، وفي إطار المادة الرابعة من معاهدة الحلف.
وكان وزير الخارجية التركي قد أكد في وقت سابق الأحد، أن الطائرة التركية التي أعلنت سوريا أن دفاعاتها الجوية أسقطتها الجمعة الماضية، بعد دخولها الأجواء السورية، تم إسقاطها في المياه الدولية، متهماً نظام دمشق بنشر "معلومات مضللة"، فيما يتعلق بإسقاط الطائرة القتالية التركية.
وفي الأثناء، قالت المتحدثة باسم الناتو، أوانا لونغسكو، لـCNN، إنه من المتوقع تقديم تركيا لتفصيل بشأن الحادث، مضيفاً: "بموجب البند الرابع، يمكن لأي حليف، وفي أي وقت يشاء، توجيه دعوة للتشاور حول آرائهم، وسيادة أراضيهم، واستقلالهم السياسي أو عند تعرض الأمن للتهديد ."
ويقول مراقبون إن هناك فرصة متاحة أمام تركيا للطلب من الحلف الرد عسكريا وبشكل جماعي، وذلك بتفعيل البند الخامس من ميثاق الناتو، الذي ينص إنه في حال تعرض أي عضو لهجوم، فأنه على الدول الأعضاء الأخرى التحرك جماعياً دفاعاً عن النفس."