أنقرة، تركيا (CNN) -- أصدر مجلس الأمن القومي التركي بياناً شديد اللهجة بعد اجتماع دام خمس ساعات الخميس، توعد فيه بالرد على "الأعمال العدائية" السورية، وذلك بالتزامن مع تدفق وحدات عسكرية إلى منطقة الحدود بين البلدين، بينما كشف مسؤول أمريكي لـCNN أن أنقرة طلبت من حلف الناتو التفكير بفرض منطقة حظر طيران.
وقال بيان مجلس الأمن القومي التركي: "حادثة إسقاط طائرتنا غير المسلحة، والتي كانت في مهمة تدريب واختبار في الأجواء الدولية، قد نوقشت بالتفصيل."
وأضاف البيان: "لقد جرى التأكيد على أن تركيا ستتحرك بحزم ضد هذا العمل العدائي، مع الاحتفاظ بكل حقوقها بموجب القانون الدولي.
من جانب آخر، كشف مسؤول أمريكي لـCNN أن تركيا دعت حلف شمال الأطلسي، "ناتو،" إلى التفكير في خيار فرض منطقة حظر جوي والنتائج التي قد تنجم عنها على صعيد الحد من الأخطار القائمة.
وأضاف المسؤول أن الطلب التركي لم يصل بعد إلى حد الدعوة للقيام بإجراءات معينة، مضيفاً: "من غير الواضح حتى الآن ما الذي سيحصل، هذا إذا حصل أي شيء."
وكان مصدر في الحكومة التركية قد قال إن التحركات العسكرية الحالية عند الحدود مع سوريا مرتبطة بقضية إسقاط الطائرة التركية بواسطة الدفاعات الجوية السورية والتي قال بعدها رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، إن قوات بلاده ستقوم بسببها بتغيير قواعد الاشتباك التي تطبقها.
وأضاف المسؤول التركي الذي طلب من CNN عدم ذكر اسمه، إن الإجراءات الجديدة تبدو على ما يبدو أنها تأتي"تطبيقاً لما قاله أردوغان" الذي كان قد هدد بأن تركيا ستتعامل مع أي حالة على حدودها مع سوريا على أنها "خطر محتمل" وستتعامل معها على هذا الأساس.
وقال شهود عيان من قرية "غوفيشيط التركية الحدودية إن وحدات من الجيش التركي تتوافد على المنطقة منذ يومين أو ثلاثة، وأضاف أحدهم أن تلك الوحدات: "تصل بمركباتها المدرعة،" مشيراً إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على قريته فحسب، بل يحصل على طول الحدود.
وقالت وسائل إعلام تركية إن القوات التي تقدمت نحو الحدود مكونة عبارة عن قوافل من الشاحنات التي تنقل الدبابات، إلى جانب أنظمة الدفاع الجوي.
وكانت الدفاعات الجوية السورية قد أسقطت طائرة تركية متذرعة بأنها اخترقت مجالها الجوي، وهو أمر استنكره أردوغان الذي قال إن القوات السورية قامت بنحو 114 خرقا للمجال الجوي التركي، منذ اندلاع الثورة، وتم توجيه تحذيرات لها ولم يتم التعامل معها بعدوانية وإسقاطها، على غرار التصرف السوري."
وبين أردوغان "إن الطائرة التي أسقطت هي طائرة استطلاعية لا تحمل أسلحة ولم يتم إخفاء هويتها، بالإضافة إلى كونها فوق المياه الدولية، ولو أن لها أي نية عدوانية لما تم كشف هويتها."
وأذاع التلفزيون التركي في وقت سابق أن حطام الطائرة يقبع على عمق يصل إلى ألف متر، أي حوالي 3300 قدم، شرقي البحر المتوسط، إلا أن التقرير لم يقدم أي أنباء عن مصير الطيارين المفقودين، اللذين كانا على متن الطائرة، وهي من طراز "إف-4.
ودافعت سوريا عن موقفها بالقول إنها تعاملت مع "هدف مجهول" اخترق مجالها الجوي، مشيرة إلى أن حدودها "مقدسة" وهي تقوم بالدفاع عنها.
غير أن وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، قال الأربعاء إن الدفاعات الجوية العائدة لبلاده ربما أسقطت الطائرة التركية قبل أيام لاعتقادها بأنها "مقاتلة إسرائيلية."
وقال الزعبي، في مقابلة مع قناة "هابر" التركية حول موضوع إسقاط الطائرة: "كما تعرفون فإن هناك دولة في المنطقة تدعى إسرائيلي، وكما تعرفون فإن طائرات هذه الدولة الصهيونية مشابهة للغاية (للطائرات التركية) وهي تأتي من نفس المصانع الأمريكية، وربما اعتقدت سوريا أن الطائرة هي في الواقع إسرائيلية."