دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- استيقظت سوريا الخميس على أنباء حول وقوع مجزرة جديدة في قرية القبير قرب حماه، إذ قالت أوساط المعارضة إن قوات تابعة للنظام قتلت 78 شخصاً فيها، بينهم 35 من عائلة واحدة، ما يرفع عدد قتلى الأربعاء إلى 140، بينما اتهمت وسائل الإعلام الرسمية من وصفتها بأنها "مجموعة إرهابية مسلحة" بقتل تسعة أشخاص في القرية.
وقال المجلس الوطني السوري، الذي يمثل أكبر تجمع للمعارضة، إن 78 شخصاً قتلوا في القرية، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأضاف: "قتل الضحايا بنيران قوات الأسد وحرقا وبالسلاح الأبيض من قبل ميليشيات جاءت من قرى مجاورة موالية للنظام."
وتابع المجلس أن الدبابات أتت من قرى مجاورة، وبدأت القصف على القرية، وبعد ساعة "توجهت عدة سيارات وباصات تحمل شبيحة (مليشيات مؤيدة للحكومة) من قرية أصيلة والقرى التي حولها الموالية.. تم استعمال السكاكين في عملية الإعدامات الميدانية،" مشيراً لوجود جثث محروقة وأخرى أخدها الشبيحة.
وتحدث المجلس عن "حرق الأطفال والنساء في داخل المنازل في القبير،" مشيراً إلى أن عدد سكان القرية في الأصل لم يكن يتجاوز 130 شخصاً.
وأضاف أن لجنة المراقبين رفضت الذهاب إلى القرية ليلاً، ووعدت بفعل ذلك في الصباح.
وتوجه المجلس إلى المجتمع الدولي بالقول: "إن المجلس الوطني السوري يعلن للعالم أن الوضع في سوريا بات على درجة عالية من الخطورة، وأن المعلومات المتوفرة تؤكد أن النظام يخطط لارتكاب مجازر أخرى وعمليات تفجير بسيارات مفخخة، وسيكون الهدف الأبرز قتل أطفال ونساء لإحداث عمليات تهجير مقصودة من مناطق ريفية ذات كثافة سكانية."
وأضاف: "بات على الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية عدم الانتظار أملاً في التزام النظام بالمبادرة الدولية، حيث بات من الواضح أن النظام يستخدمها سعياً لقتل مزيد من السوريين.. ويدعو المجلس الاجتماع الوزاري في اسطنبول إلى اتخاذ خطوة جادة وطرح الملف السوري على مجلس الأمن، واتخاذ قرار تحت الفصل السابع لردع النظام عما يقوم به من مجازر وحشية."
واتهم المجلس أيضاً النظام السوري بارتكاب مجزرة في بلدة الحفة قضاء اللاذقية، أدت لمقتل 17 شخصا، كما لفت إلى تبلغه نداءات استغاثة من قرى حوران في جنوبي البلاد.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية، نقلاً عن مصدر رسمي، إن "مجموعة إرهابية مسلحة قامت صباح أمس (الأربعاء) في المزرعة المذكورة بارتكاب جريمة مروعة ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال."
وأضاف المصدر أن بعد وقوع الهجوم "ناشد أهالي المزرعة (القبير) السلطات المعنية بالمحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين، فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة، وداهمت وكر المجموعة الإرهابية، واشتبكت معها ما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم."
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من الوقائع الميدانية على الأرض بسبب رفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
وتأتي هذه التطورات عشية اجتماع منتظر في الأمم المتحدة لمناقشة الأزمة في سوريا، ويعتزم المبعوث الدولي والعربي، كوفي عنان، إلى مخاطبة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن حول القضية، كما سيبحث الملف السوري مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون.