CNN CNN

المعارضة السورية: لا تبدل بموقف موسكو والشعب بدأ حرب التحرير

الخميس ، 09 آب/اغسطس 2012، آخر تحديث 08:00 (GMT+0400)

موسكو، روسيا(CNN) --  قال رئيس المجلس الوطني السوري، عبدالباسط سيدا، إنه لم يلمس تبدلا جوهرياً بالموقف الروسي حيال الأزمة في بلاده، وإن كان قد اعتبر أن موسكو "غير متمسكة" بالرئيس بشار الأسد، الذي طالب برحيله لحل الأزمة، كما دعا لإصدار قرار تحت الفصل السابع في مجلس الأمن.

أما سلفه برهان غليون، فقال إن الشعب السوري لم يعد أمامه خيار سوى خوض "حرب تحرير شعبية."

وقال سيدا، الذي كان يتحدث من موسكو في مؤتمر صحفي أعقب انتهاء اجتماعاته مع مسؤولين روس، إن الشعب السوري "يخوض ثورة يشارك فيها الشعب بكل مكوناته بمواجهة سلطة الاستبداد والإفساد،" مضيفاً: "الشعب يطالب بالقطع الكامل مع سلطة الاستبداد ورحيل النظام بكامل رموزه، بما في ذلك رأس النظام، بشار الأسد."

وأضاف سيدا، متحدثاً عن مواقف المعارضة السورية التي طرحها أمام المسؤولين في موسكو، إن موافقة روسيا على المقترحات التي خرج بها مؤتمر جنيف لجهة تشكيل حكومة انتقالية هو "أمر لافت"، لأنه يمثل بداية إشارة موسكو إلى "مرحلة ما بعد الأسد."

وتابع سيدا قائلا: "شددنا على أهمية العلاقات بين الشعبين السوري والروسي، وقلنا إننا نحرص على تنميتها، ولكن ليس على حساب السوريين، وقلنا للمسؤولين الروس إن الشعب السوري يعاني من تغطية روسيا لنظام دمشق في مجلس الأمن."

ورأى سيدا أن على موسكو واجبات أخلاقية وأدبية للتدخل من أجل إرغام النظام السوري على التوقف عن قتل شعبه، مضيفاً أن السوريين "يقتلون بالأسلحة الروسية التي قدمت للنظام من أجل تسليحه، ولكنها بات يستخدمها ضد شعبه."

وأكد سيدا على أنه أطلع المسؤولين الروس بأن طمأنة بعض المكونات في سوريا هي "حاجة وطنية" تقوم بها المعارضة على هذا الأساس، وليس بهدف إرضاء بعض الدول، كما شدد على أن "وحدة التراب السوري مسألة مقدسة،" واعداً بمواجهة مشاريع التقسيم، إن وجدت.

ولدى سؤاله عن موقف الجانب الروسي من طروحات المعارضة هذه، قال سيدا: "روسيا ليست متمسكة بنظام الأسد أو مؤسساته القمعية، ولكن بالتفاصيل هناك تباين بيننا وبينهم."

وأضاف أن الحل بحاجة لقرار إلزامي يصدر تحت الفصل السابع عن مجلس الأمن، محذراً من أن استمرار الأمور على مسارها الحالي "ليس في مصلحة أحد، وفي مقدمتهم روسيا."

من جانبه، قال الرئيس السابق للمجلس الوطني، برهان غليون، الذي كان إلى جانب سيدا خلال المؤتمر الصحفي: "لم يعد هناك أمل بخطة (المبعوث الدولي والعربي كوفي) عنان، ولذلك زرنا روسيا لوضع العالم أمام مسؤولياته وتنبيهها إلى ما قد يصبح كارثة على مصالحها، وأن ما يحدث في سوريا ليس لصالحها."

وتابع غليون بالقول: "المبادرات تتقدم بسرعة النملة والثورة تسير بسرعة البرق، ونحن بمرحلة انقلاب موازين القوى ضد النظام، ونحن لا نضع أي وهم حول موقف روسيا، ونعتقد أن الثورة ستحسم بالداخل."

وقلل غليون ضمناً من أهمية الموقف الروسي: "حتى لو بدلت روسيا موقفها فلا نتوقع أن يؤثر ذلك على قرار الأسد الذي قال إنه سيقاتل حتى النهاية.. ولم يعد هناك من خيار أمام الشعب السوري الآن سوى خوض حرب تحرير شعبية."

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بعد اجتماعه مع وفد المعارضة السورية، إن "الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر بنفسه مصير بلاده.

وأضاف: "أكدنا تمسكنا بضرورة الوقف الفوري لكل أشكال العنف من قبل جميع الأطراف، والتحول للحوار بمشاركة الحكومة والمجموعات المعارضة كافة، على أن يقوم السوريون خلاله بتقرير مصير بلادهم."

وكانت روسيا قد قدمت مشروع قرار يدعو إلى التمديد لمهمة المراقبين الدوليين في سورية لثلاثة أشهر أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقال ممثل عن روسيا إن مشروع القرار المقترح يرمي إلى تأييد مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي عنان، وما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع مجموعة العمل حول سورية في جنيف.

من جانب آخر، نقلت وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية عن أحد المشرفين على التعاون التسليحي بين روسيا ودول العالم، قوله إن روسيا "ستنفذ عقودا موقعة مع سوريا لتوريد وسائط الدفاع الجوي والمروحيات."

وأضافت الوكالة، أن نائب رئيس الهيئة الحكومية الروسية للتعاون العسكري التقني مع دول العالم، فياتشيسلاف دزيركالن، أعلن ذلك الأربعاء أمام الصحفيين خلال معرض "فارنبره" للطيران المقام في بريطانيا.

وبحسب الوكالة، فإن دزيركالن نفسه كان قد صرح قبل أيام بأن روسيا تحجم عن توريد أسلحة جديدة إلى سوريا، وأنها لن تورد أي سلاح جديد قبل أن يعود الوضع في هذا البلد إلى طبيعته، في إشارة آنذاك لعدد من الطائرات من طراز "ياك 130" التي يمكن استخدامها للتدريب أو للعمليات القتالية.