دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كررت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، تأكيدها بأن أيام نظام بشار الأسد، "أصبحت معدودة"، في ضوء تزايد الانشقاقات في الدائرة المحيطة بالرئيس السوري، في الوقت الذي أفادت فيه مصادر في المعارضة بسقوط 43 قتيلاً على الأقل، في مختلف أنحاء سوريا الأحد.
وقالت كلينتون، في تصريحات للصحفيين، على هامش مشاركتها بمؤتمر دولي مخصص لإعادة إعمار أفغانستان، بالعاصمة اليابانية طوكيو الأحد: "لا شك أن المعارضة بدأت تكتسب زخماً قوياً في الدفاع عن نفسها، وفي مواجهتها لحملة القمع التي تشنها القوات السورية والمسلحين الموالين للحكومة."
وأضافت الوزيرة الأمريكية أنه مع اتساع دائرة الانشقاقات عن نظام الأسد مؤخراً، فإن "الرمال بدأت تتناقص في الساعة الزجاجية"، وكررت دعوتها إلى نظام دمشق للشروع فوراً بانتقال سياسي للسلطة، لتجنيب سوريا والمنطقة "عواقب كارثية."
وقالت في هذا الصدد: "كلما أسرعوا في إنهاء العنف، والبدء في عملية الانتقال السياسي، فإن ذلك لن يقود فقط إلى مقتل عدد أقل من الناس، وإنما سيوفر فرصة لحماية دولة سوريا من هجوم كارثي، سوف تكون تداعياته في غاية الخطورة، ليس على سوريا وحدها، وإنما على المنطقة بأسرها."
كما أشارت كلينتون إلى تصريحات المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، والتي أقر فيها بـ"فشل" جهوده في وقف أعمال القتل المتواصلة منذ 16 شهراً في سوريا، واعتبرت أن تلك التصريحات تفرض اتخاذ خطوات إضافية تجاه النظام الحاكم في سوريا.
في الغضون، أفادت لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة تضم عدداً من النشطاء داخل سوريا، بسقوط 34 قتيلاً على الأقل الأحد، وتوزعوا بواقع عشرة في درعا وتسعة في حمص وسبعة في دير الزور وستة في ريف دمشق، وأربعة في حماه وأربعة في إدلب وثلاثة في حلب.
وفي مقابل إقرار عنان بـ"الفشل" في سوريا، أظهر تقرير أعده الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن المنظمة ما زالت قادرة على لعب "دور بالغ الأهمية" في سوريا، رغم التزايد المضطرد في معدلات العنف.
وأوضح التقرير، الذي حصلت CNN على نسخة منه، ومن المتوقع مناقشته الأربعاء في مجلس الأمن، أن أمام الأمم المتحدة ثلاثة خيارات للتعامل مع ما يجري في سوريا، يقوم الأول على سحب البعثة الدولية، والثاني على تغيير الأدوات الحالية لعمل البعثة، أما الثالث فهو توفير حماية مسلحة لأفرادها.
وشدد كي مون على أن الأمر المهم حالياً هو إجراء "تعديل في استراتيجيات" المهمة الحالية، مشيراً إلى أن الخيار المتعلق بتعديل أدوات العمل ينص على حصر تمركز البعثة في دمشق، بسبب الوضع الأمني، والتركيز على إنجاز خطة النقاط الست التي قدمها عنان.
وتقول الأمم المتحدة إن حملة القمع التي يشنها نظام الأسد لسحق الاحتجاجات المناوئة له، والتي بدأت سلمية في مارس/ آذار من العام الماضي، خلفت ما يزيد على 10 آلاف قتيل.
إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جماعة معارضة مقرها لندن، أصدر تقديرات مغايرة الأسبوع الماضي، قائلاً إن المواجهات أسفرت عن سقوط أكثر من 16 ألف و700 قتيل، من بينهم 11 ألف من المدنيين.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا بشكل مستقل، نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.