عمان، اﻷردن (CNN) -- كشف العقيد السوري المنشق يعرب الشرع عن وجود عشرات الآلاف من العسكريين المنشقين بين ضباط وصف ضباط وأفراد منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو عام ونصف، منهم من هو معتقل في السجون السورية.
واعتبر الشرع، في مقابلة مع CNN بالعربية أن "الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا، هو بالدعم والتسليح النوعي للمعارضة في الداخل دون تدخل عسكري مباشر من الخارج."
وتحدث الشرع من العاصمة الأردنية عمان، بعد مرور أقل من شهر على انشقاقه عن النظام السوري، ووصوله الأراضي الأردنية في الخامس من أغسطس/آب الجاري، عن دوافع انشقاقه وتقييمه لما آل إليه النظام الحاكم في سوريا والأسباب التي تدفع بالضباط للانشقاق.
وقال الشرع في أول مقابلة له، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد "سيسقط لا محالة،" مرجعا تأخر سقوطه إلى "سيطرة الضباط من طائفة بعينها" على معظم قيادات الجيش والأجهزة اﻷمنية والاستخبارات، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
واعتبر أن جهاز الاستخبارات الجوية في البلاد "هو أسوأ تلك اﻷجهزة" وأكثرها "عنفا" في ارتكاب عمليات القتل في سوريا وبمساندة "مأجورين."
وأضاف الشرع: "هناك استخدام لمختلف انواع اﻷسلحة الثقيلة والدبابات والطائرات الحربية وهناك عمليات قصف عشوائية للمناطق السكنية وعمليات تصفية جسدية وإعدامات ميدانية للمدنيين يقوم بها متطوعون مأجورون (شبيحة) يتبعون للأجهزة اﻷمنية."
ورأى الشرع الذي أعلن بيان انشقاقه من العاصمة عمان سابقا، أن النظام السوري ومنذ 40 عاما "عمد" إلى تعيين طائفة بعينها في مختلف المواقع القيادية الحساسة، من أجل ضمان بقائه وهو ما أخر سقوط النظام حتى الآن "حيث يسيطر اليوم على قيادات الجيش نحو 85 في المائة من تلك الطائفة."
وشدد الشرع على أن المعارضة السورية آخذة بالتوسع في السيطرة جغرافيا على المدن السورية، قائلا إنها "بحاجة إلى تسليح نوعي كمضاد للطائرات والدروع أكثر من أي شيء آخر وذلك للحد من قصف المدن ومن تأثير سلاح الجو على سير العمليات والذي يمنح تفوقاً نوعياً للنظام."
وتابع قائلا: "اليوم لم يعد هناك مكان آمن في سوريا ولاسيما في المدن والأرياف بسبب الأعمال الحربية البشعة التي يقوم بها النظام تجاه شعبنا المظلوم.. النظام هو بحكم الساقط والشعب السوري قطع معه نهائياً، ووصلت الأمور إلى مرحلة اللاعودة منذ زمن طويل."
وحول أعداد المنشقين العسكريين، قال الشرع: "هناك انشقاقات تعدّ بعشرات الالاف وأبرز الاسباب التي تدعو للانشقاق هو ما يتعرض له شعبنا من أعمال وحشية تتضمن القتل والتعذيب والاعتقال وتهجير السكان داخل وخارج البلاد.. هناك معتقلون كثر في السجون السورية من المنشقين العسكريين ويقدرون بالالاف من رتب تتراوح بين المجند وحتى العميد."
ولم يعتبر الشرع أن إعلانه الانشقاق جاء متأخرا، مشددا على أن موقفه الرافض "لسياسة النظام السوري" تشكّل منذ اندلاع الثورة السورية وأنه لم يقدم على إعلان الانشقاق إلا حينما حانت "اللحظة المناسبة على حد تعبيره."
وأضاف: "منذ بداية الثورة في درعا المحافظة التي انتمي إليها تولدت لديّ مشاعر الغضب والرفض لممارسات النظام."
وعن تفاصيل انشقاقه وقراره باللجوء الى الأردن، أوضح الشرع بالقول: "كنت مؤيدا للثورة السورية منذ بدايتها وعلى تواصل مع الثوار والجيش الحر عند تشكله وحينما شعرت بأن اللحظة باتت مناسبة تواصلت أنا وشقيقي الملازم أول كنان الشرع والذي يمتلك الموقف نفسه الداعم للثورة مع كتائب الجيش الحر الذي قام بتأمين خروجنا وعائلتي إلى الأراضي الأردنية وسط مخاطر لا تخفى على أحد."
وكان الشرع قد دخل الاراضي الاردنية بمعاونة كتائب تطلق على نفسها "المعتصم وسيف الدين" بحسب مصادر أكدت ذلك لـCNN بالعربية حينها.
ولفت الشرع إلى أن عملية تأمين خروجه استغرقت يومين من العمل "المتقن والشاق،" منذ خروجه من دمشق متوجهاً إلى إحدى قرى درعا حيث أقام فيها ليلة واحدة قبل أن يدخل الاراضي الاردنية من خلال المعبر الشمالي للمملكة.
وأكد الشرع أنه لم يتقدم بطلب للجوء السياسي لتطلعه للعودة الى بلاده بأقرب فرصة، معتبرا أن وجوده خارج سوريا هو وضع مؤقت، فيما قال إنه من المبكر الآن الحديث عن انخراطه في أي عمل سياسي على الاراضي الاردنية، ومؤكدا دعمه المستمر للثورة السورية.
وفيما اعتبر الشرع أن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب "شكل مفاجأة للجميع،" رفض التعليق من جهته على توقعات بانشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي تربطه به صلة قرابة وتضاربت تقارير عديدة حول انشقاقه.
وناشد العقيد الشرع المعارضة السورية إلى التوحد في الداخل والخارج، قائلا إن تصريحات بعض المسؤولين في المعارضة حول رفض شخصيات بعينها الدخول في تشكيل حكومة انتقالية "لا تهمه كونه عسكريا."
وقال: "إن الاهم من ذلك هو التوحد والإجماع على هدف إسقاط النظام وحفظ اﻷمن بعد سقوطه في سوريا وكذلك الحفاظ على وحدة الاراضي السورية ورفض التدخل الأجنبي العسكري المباشر."
وزاد: "نحتاج اليوم إلى ضرورة توحيد القوى الثورية على الأرض وتشكيل غطاء سياسي لهذه القوى، ونتمنى على الأطياف السياسية المعارضة كافة المسارعة لإيجاد حلول حاسمة لإنقاذ أهلنا السوريين في الداخل الذين يتعرضون لأبشع جرائم القتل التي يرتكبها النظام صباح مساء، وعلينا نحن المنشقين الالتحاق بما تراه وتمليه الثورة."