دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رفعت المعارضة السورية تقديراتها لأعداد قتلى الجمعة إلى 90، سقط معظمهم في مجزرة بحماة، وسط تخوف من مجزرة أخرى بالمدينة نفسها، بينما سقط الباقون في عمليات عسكرية وهجمات طال بعضها مظاهرات خرجت هذا الأسبوع تحت شعار "ديرالزور.. النصر القادم من الشرق،" بينما كشف قيادي معارض عن إمكانية انتقال أعضاء بالمجلس الوطني إلى داخل سوريا قريبا مع توسع "المناطق المحررة."
وقالت لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة تقوم بتنسيق ورصد الأحداث الميدانية على الأرض، إن أعداد القتلى بلغت 90، بينهم 66 في حماه، سقط معظمهم في مجزرة حي الأربعين، إلى جانب عشرة قتلى في إدلب وتسعة في دمشق وريفها وثلاثة في دير الزور وقتيل في كل من حمص و درعا.
وأفادت اللجان أيضاً عن قصف عنيف بالطيران الحربي والمدفعية على حي صلاح الدين في حلب، الخاضع لسيطرة قوات "الجيش الحر" وسط محاولة لاقتحامه.
كما أشارت اللجان إلى اقتحام مسجد "الزبير" في حي التضامن بدمشق، من قبل قوات النظام التي قامت بقتل إمام المسجد واثنين من أولاده، كما وقعت اشتباكات بين قوات الجيش الحر والعناصر الموالية للحكومة في بصر الحرير بدرعا.
وفي حماه، أشارت اللجان إلى سقوط أربعة قتلى برصاص القوات الحكومية بعد انشقاق 14 مجند من مطار حماه العسكري وانضمامهم للجيش الحر، كما أبدت تخوفها من احتمال وقوع مجزرة جديدة في المدينة بحي "باب قبلي" بعد محاصرة قوات حكومية لأفراد الجيش الحر فيه.
أما المجلس الوطني، الممثل الأكبر للمعارضة، فأصدر بيانا حذر فيه من تعرض مدينة الحراك في درعا جنوبي البلاد إلى "إبادة شاملة" على يد القوات الحكومية.
وأشار المجلس إلى أن تلك القوات تحاصر المدينة وتقصفها بشكل متواصل بحيث تراجع عدد سكانها من 30 ألف شخص إلى ثلاثة آلاف فقط، وناشد المجلس جميع المواطنين السوريين "العمل على كسر حصار بلدة الحراك،" وذكّر الجنود بأنهم "يذبحون شعبهم لأجل إنقاذ نظام ساقط لا محالة."
من جانبه، قال محمد سرميني، عضو المجلس الوطني: "رغم المعركة الكبيرة التي نخوضها في حلب، فإننا نشعر بأن ديرالزور أيضاً تقود المواجهة مع نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، خاصة وأن معظم القرى والبلدات في المحافظة باتت محررة."
وأكد سرميني أن المعارضة تتمسك بمواقعها التي كسبتها في مناطق عديدة، مثل ديرالزور وحلب، ومناطق ساخنة أخرى، كاشفاً أن بعض أعضاء قيادة المجلس الوطني قد يتمركزون قريباً داخل سوريا.
ولفت سرميني إلى أن الاهتمام منصب حالياً على توفير قاعدة لقيادة مركزية للمعارضة، إلى جانب تشكيل مجالس للأحياء منعاً للفوضى في المدن بعد سقوك النظام مضيفا: "لقد اضطررنا للانتظار حتى تتوفر لدينا المزيد من المناطق المحررة، ونشعر الآن بثقة أكبر بعد التطورات الأخيرة في حلب.
وكانت المعارضة السورية قد أشارت إلى وقوع "مجزرة" صباح الجمعة، ارتكبتها قوات النظام بعد قصف شديد استهدف حي الأربعين في مدينة حماه.
من جهته، قال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة ارفي لادسوس إن "المعركة الرئيسية" على وشك أن تبدأ في مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية.
وقال لادسوس: "التركيز الآن يجري على حلب، حيث تم الاعتماد على خطط عسكرية أوسع، ولدينا اعتقاد أن المعركة الأساسية ستنطلق من هناك."
وكان مقاتلو المعارضة السورية قد هاجموا الخميس، مطارا حربياً شمالي مدينة حلب، التي تحتدم فيها مواجهات عنيفة بين "الثوار" والقوات الموالية للنظام منذ قرابة أسبوعين، في حين يستمع مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق من اليوم، إلى تقرير بعثة مراقبيه إلى سوريا.
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، إن مطار "منّغ"، العسكري يتعرض إلى قصف بواسطة دبابات استولى عليها الثوار خلال عمليات سابقة بالمدينة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن الجهات المختصة "طاردت مجموعة إرهابية مسلحة قرب قرية القناطر التابعة لناحية الأتارب بريف حلب وأوقعت عناصرها بين قتيل وجريح،" كما أشارت إلى مقتل "العشرات من الإرهابيين بعضهم من جنسيات عربية" في بلدة الحاجب التابعة لمنطقة السفيرة بريف حلب.
وأشارت الوكالة أيضاً إلى أن قوات الأمن لاحقت مجموعات مسلحة في منطقتي جديدة عرطوز وعرطوز بريف دمشق وقامت "بقتل عدد من المسلحين،" في إشارة إلى المنطقة التي قالت المعارضة الأربعاء إنها شهدت "مجزرة" راح ضحيتها العشرات من السكان المدنيين.
يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية الواردة من سوريا نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.
وكان مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان قد قدم استقالته من مهمته الخميس، فيما قال الأمين العام للأمم المتحدث بان كي مون إن يشعر بـ"الأسف الشديد" لقرار عنان، الذي أبلغه إليه وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، والذي طلب فيه عدم تجديد مهمته بعد انتهائها في 31 أغسطس/آب الجاري."
وأعرب كي مون عن "امتنانه" لـ"تصميم وشجاعة" عنان خلال الفترة التي تولى فيها مهمته، مقراً في الوقت عينه بـ"صعوبتها،" ولفت إلى أن المبعوث الدولي "عمل وفقاً للولاية الممنوحة له من الجمعية العمومية للأمم المتحدة"، وبتعاون مختلف الدول.
يشار إلى أن عنان كان قد تولى منصبه بعد فشل مبادرات عربية ودولية عديدة منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من عام ونصف، وباشر مهامه في فبراير/شباط عام 2012، ليكون مبعوثاً دولياً يمثل الجامعة العربية والأمم المتحدة في آن.