واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN) -- بعد ساعات على نبأ انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن تخلي مسؤول رفيع عن نظام الأسد، إشارة مهمة إلى تداعي النظام، غير أن خبراء في الشأن السوري ليسوا متأكدين من ذلك.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فينترل قال للصحفيين: "عندما ينشق رئيس الوزراء، والمسؤول عن الحكومة بأكملها، فإن هذا مؤشر واضح على أن النظام في طريقه للسقوط."
غير أن أندرو تابلر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قال لـCNN إن "رئيس الوزراء في سوريا هو رئيس الحكومة، ولكن الحكومة في سوريا لا تحكم البلاد.. النظام من يحكم.. والنظام يشمل الأمن والجيش وأفراد عائلة الأسد."
وانشقاق حجاب "ذو مغزى سياسي،" بحسب تابلر، لأنه يظهر أن "هناك تآكل سياسي" في الحكومة، وأضاف "لكنه (رئيس الوزراء) ما زال ليس عضوا في جوهر النظام،" مشيرا إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتكون من الأقلية العلوية، في حين أن حجاب سني.
وبنية نظام الأسد الداخلية، بحسب تابلر، تضم نحو 14 شخصا، من شقيق الرئيس وشقيقته إلى رؤساء الأجهزة الأمنية المختلفة، والقادة العسكريين وغيرهم، وهؤلاء ذاتهم من ألقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللوم عليهم في تنفيذ الهجمات على الشعب السوري.
ويتفق آرام نركيزيان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية مع تابلر، ويقول "إن عدم وجود أي انشقاق ذي مغزى من الأقلية العلوية في النظام أمر محزن جدا."
وأضاف أن "الانشقاق السني لم يضعف البنية الأساسية للنظام الداخلي، الذي يشعر بأنه أكثر عرضة للتهديد، وأكثر قلقا وارتيابا."
وحتى الآن، يقول نركيزيان، إن أساس النظام العلوي من حزب البعث والنظام الحاكم عالق مع بشار الأسد "سواء أحبوا ذلك أم لا... إنهم عالقون بين المطرقة والسندان."
ويرى أن العلويين، يرغبون في العثور على طريقة للخروج، من شأنها أن تعطي مجتمعهم في المستقبل دورا في الحياة السياسية من حيث الأمن والاقتصاد، لكن الخطاب الحاد من قطاعات متطرفة من المعارضة يثير خوفهم.
وأضاف نركيزيان: "إنهم في وضع محاولة النجاة.. وليسوا عقلانيين فعلا.. إنهم ينظرون إلى الانشقاقات ويعتبرون أنها تعد تطورا سلبيا، لكنهم بحاجة إلى الصبر والتمسك بوضعهم.. للبقاء على قيد الحياة."
وحتى لو تنحى بشار الأسد، مثلما تطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها، فإن أمور البلاد قد تؤول إلى فوضى كبيرة، بحسب نركيزيان الذي قال: "إذا تنحى الأسد، فإن الأمر مرهون بمن خرج معه، فلو كانوا فقط عائلة الأسد، والنظام لا يزال سليما، هذا يعني أن الدولة يمكن أن تستمر."