أمستردام، هولندا (CNN)-- يقدم معرض "تحد الثقافة"، المقام بمدينة أمستردام، بالمملكة الهولندية، وجها آخر للثورة السورية بعيدا عن السلاح والدمار.
فالقائمون على المعرض يرون أن هذه الثورة المحتدمة، كسرت حاجز الخوف، وأفرزت قدرات وطاقات فنية متنوعة داخل الفنانين السوريين، للتعبير عن الأزمة القائمة في بلادهم.
ويقدم المعرض العديد من الرسومات والتصميمات البعيدة عن العنف، لفنانين سوريين، إذ شكل الفن لفترة ما نوعاً من أنواع المعارضة لنظام الأسد، لتصبح هذه الأعمال الفنية، ردة فعل واقعية من الفنان السوري حيال أزمة بلاده، علاوة على بعض الأعمال الجريئة التي عبرت بصراحة عن رفضهم لما يدور على أراضيهم.
الصحفي السوري أرام طحان، احد القائمين على المعرض، قال:"بعد اندلاع الثورة السورية، كُسر حاجز الخوف داخل الجميع، وبدأوا يفكرون بأسلوب مختلف.. فهذه الانتفاضة غيرت نظرة السوريين إلى دور الفن في المجتمع، وإمكانية استخدامه كوسيلة تغيير."
ويضم المعرض العديد من أشكال الفن، ومنها الغناء، والرسومات، ومسرح العرائس، والرسوم الكارتونية، وغيرها، وتم استخدام تقنيات مختلفة، تنوعت بين الحديثة والتقليدية، لخلق مناج سياسي جديد، مما ساهم في تعدي الفن الشعبي خطوطه الحمراء الموضوعة من قبل النظام السوري، في أسلوب التعبير والمشاركة السياسية، بطريقة غير مسبوقة.
ويقول طحان:"نظام الأسد أدرك جيداً قوة تأثير الصور المرئية، والفن في تعبئة الرأي العام، فالانتفاضة السورية بدأت العام الماضي، بعد إلقاء القبض على مجموعة من طلبة المدارس في مدينة درعا، إثر قيامهم بطلاء جدران المدرسة برسومات وكتابات مناهضة لنظام الأسد، لكن النظام لم يُقدر في البداية أهمية الفن، ولم يُدرك مبكراً أن تأثير الكاميرا كقوة السلاح."
لكن هذه الجرأة في طرح الأعمال الفنية بعد الثورة، مثلت خطراً كبيراً على حياة الفنانين، ووصلت إلى حد القتل.
فقد قُتل الشاعر إبراهيم كاشوش، في مدينة حماة، بعد قيامة بكتابة مجموعة من الأشعار والأغنيات المناهضة لنظام الأسد، أشهرها أغنية "وقت الرحيل"، والتي يتغني بها الثوار حتى الآن، حيث وجدت جثته في يوليو/ تموز الماضي ملقاة في النهر، بعد أن جزت رقبته، وأزيلت أحباله الصوتية.
لذا قام الفنان السوري خليل يونس، برسم صورة معبرة لهذا الشاعر، وتم عرضها في المعرض، كما تذاع أغنيته الثورية الشهيرة بصورة مستمرة.
ويعتقد الفنان خليل يونس، أن الغياب النسبي للصحافة الدولية فوق الأراضي السورية، يزيد من أهمية دور الفن والفنانين في توثيق ما يحدث على أرض الواقع.
وأضاف يونس قائلاً: "لو نظرنا مثلاً إلى الثورة المصرية، لوجدنا مئات آلاف من الصور التي رصدتها كاميرات المصورين المحترفين وغيرهم، لذا يجب علينا كفنانين، أن نصنع أعمالاً عن الثورة السورية، من شأنها أن تستمر جيلين من الآن."
وتابع يقول: "الانتفاضة ليست مجرد شعوب تثور في وجه حكامها فقط، إنما هي صحوة فنية واجتماعية أيضاً."
ويذكر أن هذا المعرض المقام في صالة عرض الأمير كلاوي، بمدينة أمستردام، منذ يوليو/تموز ويستمر حتى نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، حصل على الدعم المالي من القائمين على صندوق الأمير كلاوس، بالمملكة الهولندية.