دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجهت حركة "بوكو حرام" النيجيرية المتشددة إنذاراً لجميع المسيحيين في شمال البلاد دعتهم فيها لضرورة مغادرة المنطقة خلال ثلاثة أيام، كما أكد ناطق باسمها أن عناصرها على استعداد لمواجهة قوات الجيش التي أرسلتها الحكومة المركزية بعد إعلان حالة الطوارئ السبت.
وقال أبو القعقاع، الناطق باسم الحركة في اتصال هاتفي مع صحفيين محليين: "سنواجههم بشدة (الجنود) لحماية إخوتنا،" كما وجه الدعوة إلى المسلمين القاطنين في المناطق الجنوبية من نيجيريا، حيث تسكن غالبية من المسيحيين، إلى الانتقال إلى الشمال بسبب وجود ما قال إنها "معلومات تشير إلى إمكانية تعرضهم لهجمات."
وقال الناشط في مجال حقوق الإنسان، شيهو ساني، لـCNN، إن تهديدات "بوكو حرام" يجب أن تؤخذ على محمل الجد، ولكنه أضاف أن الكثير من المسيحيين ولدوا وترعرعوا في الشمال ويصعب عليهم بالتالي المغادرة، محذراً من أن الحركة قد ترد على إعلان الطوارئ عبر نقل القتال إلى مناطق هادئة حالياً.
وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، قد أعلن السبت، حالة الطوارئ في أجزاء من البلاد، بعد عدة هجمات عنيفة شنتها جماعة "بوكو حرام" المتشددة.
وقال جوناثان، الذي تشمل أوامره إغلاق حدود البلاد في بعض المناطق، "لقد أصبح من الضروري اتخاذ بعض التدابير الحاسمة اللازمة لاستعادة الحياة الطبيعية في البلد، ولا سيما في المجتمعات المتضررة."
وشهدت البلاد خلال الشهرين الماضيين أعمال عنف على نطاق واسع في شمال نيجيريا، استهدفت الكنائس ومراكز الشرطة بشكل أساسي.
وأعلنت جماعة "بوكو حرام" مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات على كنائس في وسط وشمال نيجيريا يوم عيد الميلاد، بما في ذلك واحدة بالقرب من العاصمة أبوجا، والتي قتل فيها نحو 30 شخصا.
وبعد يومين من تلك الهجمات، وقع انفجار في مدرسة إسلامية، في ولاية دلتا الجنوبية، أسفر عن جرح عدة أطفال، وليس من الواضح بعد ما إذا كان الهجوم انتقاميا، لكن مثل هذه الهجمات الطائفية نادرة في ولاية الدلتا.
ويمثل المسيحيون، وبحسب تقرير من منتدى بيو نشر هذا الشهر، أكثر من 50 في المائة من تعداد سكان نيجيريا، أي نحو 80.5 مليون نسمة، ما يجعلها سادس أكبر الدول المسيحية من حيث تعداد السكان.
وفي غضون عامين، أصبحت "بوكو حرام" مسؤولة عن عشرات من الهجمات في نيجيريا وخارجها، حيث تشمل أهدافها نقاط الشرطة والكنائس، والأماكن المرتبطة بـ"النفوذ الغربي."
وحتى عام 2009، تبنت مجموعة "بوكو حرام،" نهجا يشبه إلى حد بعيد نهج حركة طالبان الأصولية، إلا أنها لم تكن تدافع عن العنف، ولكنها كانت معادية للقيادات المسلمة في نيجيريا قائلة إنها "تحابي الكفار."
ومن أبرز المنظرين لجماعة "بوكو حرام" محمد يوسف الذي قتل عام 2009، والذي كان يصر على التطبيق الصارم للشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا، بحجة أن الأغنياء والنافذين تملصوا من تطبيق الشريعة رغم اعتمادها رسميا في الولايات ذات الأغلبية المسلمة.
ولاقت رسالة يوسف صدى لدى الآلاف من المسلمين المهمشين، وساعدت "بوكو حرام،" التي تنتقد الانتشار العميق لعدم المساواة والانقسامات الدينية في الشمال والجنوب، على استقطاب أعضاء جدد.
واتهمت القوات الأمنية المجموعة بالتخطيط لإقامة الجهاد المسلح في نيجيريا، وتجميع الأسلحة، بما في ذلك المتفجرات والقنابل اليدوية، وشراء الأراضي لاستخدامها في التدريب شبه العسكري.
وتسببت الحملة الأمنية على أعضاء الجماعة، بفتح خط للاتصال بين "بوكو حرام" وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن المجموعة عقدت شراكة مع تنظيم القاعدة واستفادت من خبراته في العمليات الانتحارية المتطورة.