لندن، بريطانيا (CNN) -- حسمت المحكمة البريطانية العليا الجمعة مصير رجل الدين المتشدد، أبو حمزة المصري، وأربعة متهمين آخرين بجرائم على صلة بالإرهاب، وقضت بتسليمهم إلى الولايات المتحدة، لتنهي بذلك معركة قانونية خاضها المصري طوال سنوات محاولا تجنب ترحيله.
وبحسب قرار المحكمة فلا يمكن الطعن في الحكم بأي شكل من الأشكال، كما يمكن تطبق قرار الترحيل "على الفور."
وكان فريق الدفاع عن المصري قد قدم آخر مراجعاته في القضية الخميس، فطلب منع ترحيله بحجة تدهور صحته العقلية.
وقال محامو المصري، المطلوب بعدة تهم بينها التورط بعمليات اختطاف في اليمن وتأسيس معسكرات تدريب في ولاية أوريغون الأمريكية، للمحكمة إن موكلهم "يعاني جراء تدهور صحته العقلية ولا يمكنه الدفاع عن نفسه" علماً أن القضاء الأمريكي قد يُصدر بحقه حكماً بالسجن المؤبد في حال إدانته.
وكان المصري المسجون في بريطانيا منذ سنوات، قد تقدم نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بطلب استئناف ضد قرار ترحيله إلى الولايات المتحدة على خلفية تهم الإرهاب الموجهة إليه، ويواجه المصري منذ عقد من الزمن طلب ترحيله إلى أمريكا علماً أن القضاء البريطاني أدانه بتهم على صلة بالإرهاب وقضى بسجنه منذ عام 2006.
والمصري من مواليد مصر عام 1958، وقد حصل على الجنسية البريطانية عبر الزواج في العقد الثامن من القرن الماضي، وسبق له أن عمل بوظيفة حارس أمني في ملهى ليلي بلندن، وهو مشهور بعدة صفات جسدية، بينها يده المقطوعة التي استعاض عنها بخطاف، كما أنه فقد عينه خلال القتال ضد الجيش السوفيتي في أفغانستان.
وفي عام 1997، تسلم أبو حمزة منصب الإمامة في مسجد بشمالي لندن، وكان يطلق من على منبره مواقف متشددة ضد الغرب، ما لفت الأنظار إليه، وبرز من بين أتباعه ريتشارد ريد، الذي حاول تفجير طائرة في ميامي بالولايات المتحدة مستخدماً قنبلة وضعها في حذائه، في حادث جاء بعد ثلاثة أشهر على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ويعتبر أبو حمزة أن هجمات سبتمبر كانت "حدثاً تاريخياً عظيما،" كما يرى بأن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، كان "بطلاً،" ووصف انفجار مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003 بأنه "عقاب إلهي" لأن رواده كانوا من المسيحيين واليهود والهندوس.
وكانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد حكمت في أبريل/نيسان الماضي، ضد خمسة متهمين بقضايا إرهابية، بالسماح بإرسالهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، للمثول أمام المحاكم هناك وقضاء فترة الحكم.
وكان أبوحمزة، واسمه الحقيقي مصطفى كمال مصطفى، من بينهم، وهو مطلوب بـ 11 تهمة وجهتها المحاكم الأمريكية له، من بينها التآمر على عملية الخطف التي وقعت في اليمن في العام 1998، بالإضافة إلى تهم مثل التخطيط لإقامة معسكر لتدريب المجاهدين في منطقة "أوريغون" الأمريكية في العام 1999.