كابول، أفغانستان (CNN)-- سقط ثمانية قتلى على الأقل في اشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية ومحتجين غاضبين على قيام عدد من جنود حلف شمال الأطلسي "الناتو" بحرق نسخ من القرآن، في إحدى القواعد العسكرية التابعة للجيش الأمريكي في الدولة الإسلامية الواقعة في وسط آسيا.

وشهدت مختلف المدن الأفغانية احتجاجات غاضبة الجمعة، لليوم الرابع على التوالي، بعد يوم من تقديم الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اعتذاراً للرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، عن قيام جنود الناتو بإحراق مصاحف، ضمن مواد إسلامية أخرى، في قاعدة "باغرام" الجوية في أفغانستان.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن ستة قتلى سقطوا في ولاية "هيرات"، بالإضافة إلى قتيلين آخرين في كل من "باغلان" و"نانغهار"، خلال اشتباكات بين مئات المحتجين وقوات الأمن، فيما أشارت تقارير إلى أن أحد الاحتجاجات جرى تنظيمه خارج إحدى القنصليات الأمريكية.

وأكد متحدث باسم قوات المساعدة الدولية لإقرار الأمن بأفغانستان "إيساف"، التابعة لحلف الأطلسي، عدم وجود أي إصابات بين أفراد القوات الدولية، نتيجة تلك الاحتجاجات.
وقال مسؤول في الجيش الأفغاني إن مئات المحتجين هاجموا قاعدة للقوات الدولية في "بول إي خمري" في شمال باغلان، حيث قاموا بتحطيم أسوار القاعدة وأجزاء من الجدران الخارجية للقاعدة العسكرية.

وذكر المسؤول الأفغاني أن قوات الأمن قامت بإطلاق عدة أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين، إلا أنه أشار إلى سقوط قتيل واحد على الأقل، وجرح ما يزيد على 11 آخرين، نتيجة تلك المواجهات.

وشهدت ولاية هيرات عدة احتجاجات في مناطق مختلفة من الولاية، أحدها كان خارج مقر القنصلية الأمريكية في مدينة "هيرات"، سقط خلالها ثلاثة قتلى إضافة إلى ثلاثة جرحى، بحسب المتحدث باسم حاكم الولاية، محيي الدين نوري.

وأفاد شهود عيان بأن المحتجين قاموا بإشعال النار في عدد من السيارات، بينها مركبات تابعة للشرطة الأفغانية.

وذكر نوري أن أحد المدنيين وضابط شرطة قتلا في منطقة "أدراسكان" بولاية هيرات، مشيراً إلى أن الولاية شهدت مقتل ستة خلال الاحتجاجات التي تواصلت الجمعة.

وكان مكتب الرئيس الأفغاني، قد ذكر في وقت سابق الخميس، أن الأخير تلقى رسالة من الرئيس الأمريكي، اعتذر فيها أوباما، عن قيام جنود "الناتو" بحرق نسخ من القرآن، واصفاً الحادث بأنه "خطأ غير مقصود."

وكان المئات من الأفغان قد تجمعوا خارج قاعدة باغرام الثلاثاء، احتجاجاً على معلومات نشرتها تقارير أشارت إلى إحراق القوات الدولية لنسخة من القرآن.