كابول، أفغانستان (CNN) -- استدعى حلف شمال الأطلسي، السبت، كافة مستشاريه العسكريين العاملين في الوزارات الأفغانية، على خلفية مقتل ضابطين أمريكيين داخل وزارة الخارجية الأفغانية، في هجوم تبنته حركة طالبان كرد، وبحسب زعمها، على حرق مصاحف بقاعدة أمريكية.
وندد البنتاغون، وعلى لسان المتحدث باسم الوزارة، جورج ليتل، بقوة على الهجوم الذي قال مسؤولون أمريكيون إن منفذه لا يزال طليقاً، وأسفر عن مقتل ضابطين أمريكيين برتبة عقيد ورائد.
ودفع الهجوم بقائد قوات الناتو، الجنرال جون آلان، لإصدار أوامر باستدعاء كافة المستشارين العسكريين التابعة لـ"قوات المساعدة الأمنية الدولية" - إيساف - التابعة للناتو، العاملين بوزارات أفغانية في العاصمة كابول، كخطوة احترازية.
وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية سحب كافة مستشاريها من الوزارات الأفغانية كخطوة احترازية.
وقال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بعد محادثته مع آلان، إنه يؤيد التدابير التي تبناها القائد العسكري كما رحب بدعوة الرئيس الافغاني، حامد كرزاي، للتهدئة.
وصرح البيت الأبيض في بيان: "نرحب ببيان الرئيس كرزاي هذا الصباح الذي يشجع على التعبير عن الرأي بشكل سلمي ودعوته للحوار والتهدئة.. الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بالشراكة مع حكومة وشعب أفغانستان، وسنعمل حتى تحقيق أهدافنا المشتركة في زعزعة وتفكيك وهزيمة القاعدة وتقوية دولة أفغانستان."
وطبقاً لإيساف، تشير التقارير المبدئية إلى أن "فرداً" فتح نيران سلاحه على اثنين من ضباط القوة، وهما ضابطان برتبة عقيد ورائد.
وأوضح مسؤول أفغاني إن الضابطين عُثر عليهما قتيلان بطلقات نارية في الرأس، كانا ضمن "بعثة استشارية هنا.. ولا نعلم، في هذه المرحلة، أسباب قتلهما."
وأشار المصدر الأفغاني إلى بدء تحقيقات في الحادث، الذي لا يزال منفذه مجهولاً، واستبعد أن يكون مسلحاً اندس بين العاملين في وزارة الداخلية التي يعمل بها عشرة أمريكيين.
من جانبها أعلنت حركة طالبان أفغانستان مسؤوليتها عن الحادث وأنه يأتي على خلفية إحراق نسخ من القرآن في الفترة الأخيرة.
وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، إن "المهاجم لا يزال على قيد الحياة ويقاوم أما المجاهد الثاني فقد تمكن من الفرار من الوزارة."
وقال مجاهد في رسالة بالبريد الإلكتروني: "الهجوم يأتي وسط دعوات لكافة عناصر الأمن الأفغانية بتصويب أسلحتهم نحو القوات الغازية التي هي العدو الحقيقي لبلدنا وديننا، لقتلهم ودفعهم لمغادرة بلادنا."
ويأتي الهجوم وسط احتجاجات قوية تشهدها أفغانستان على خلفية حرق نسخ من القرآن في قاعدة "باغرام" العسكرية الأمريكية.