القدس (CNN) -- توقع مسؤولون إسرائيليون أن تقوم الولايات المتحدة بنفسها بقيادة عملية عسكرية ضد إيران، بسبب تهديدات برنامجها النووي، بينما كان وزير الدفاع أيهود باراك يحذر بمؤتمر هرتسيليا الأمني من خطر الوصول إلى مرحلة لا ينفع معها التدخل ضد طهران، أما الجمهوري البارز، نويت غنغريتش، فقال إن سيدعم ضربة إسرائيلية لإيران إذا تولى الرئاسة في واشنطن.
وقال غنغريتش، في مقابلة مع CNN، رداً على سؤال حول الموقف الذي قد يتخذه حيال ضربة إسرائيلية منفردة لبرنامج إيران النووي في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية المقبلة: "سأقول لهم إذا كانت سلامة بلدكم مهددة فعليكم إخبارنا بما تريدون منا أن نفعله."
وانتقد غتغريتش، الذي يطمح لنيل دعم حزبه في الانتخابات المقبلة، أداء إدارة الرئيس باراك أوباما حيال الملف النووي الإيراني، وقال إنها "فشلت" في منع طهران من تطوير قدراتها النووية.
وأضاف أنه في حال توليه الرئاسة فسيحاول إقناع إسرائيل بالتزام الأسلحة التقليدية وتجنب الخيارات النووية، ولكنه أضاف أنه ما من أمريكي لديه "الحق الأخلاقي" بتقديم النصح لرئيس الوزراء الإسرائيلي حول الخيارات الأفضل لضمان استمرارية بلاده.
وتابع بالقول: "لا يجب أن نخدع أنفسنا.. الإسرائيليون لن يقبلوا التعرض لهولوكوست جديد، وهذا هو بالتحديد ما يعنيه وجود أسلحة نووية بحوزة (الرئيس الإيراني محمود أحمدي) نجاد."
من جانبها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نائب وزير الخارجية، داني أيالون، قوله إنه من المحتمل أن تقود الولايات المتحدة نفسها عملية عسكرية ضد إيران مؤكداً أن حيازة إيران للسلاح النووي "يهدد النظام العالمي والمصالح الأمريكية الحيوية."
وأشار أيالون إلى أن أوباما وعدداً من كبار مسؤولي إدارته قد أكدوا أن "جميع الخيارات مطروحة" في التعامل مع الملف النووي الإيراني.
وفي مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي السنوي المخصص لبحث القضايا الأمنية والإستراتيجية، برز الملف الإيراني بوضوح في كلمات المشاركين على حساب قضايا السلام.
وألقى وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، كلمة كانت منتظرة على نطاق واسع في المؤتمر، قال فيها إن استعدادات إيران النووية دخلت "المراحل النهائية" وستصل خلال فترة قصيرة إلى مرحلة يصبح معها لبرنامجها النووي "حصانة تسمح للنظام باستكمال عمله دون الخوف من حصول تدخل مؤثر."
ولم يوضح باراك المدى الزمني الذي يكتسب بعده البرنامج النووي الإيراني هذه الحصانة، ولكنه شدد على أن التدخل الفوري لتعطيله بات "ضرورياً،" وأضاف: "التعامل مع إيران النووية سيكون أكثر تعقيداً وخطورة من التعامل معها اليوم، كما أنه سيكون أقل تكلفة مالياً وبشرياً."
بالمقابل، كان موشيه يعلون، نائب رئيس الحكومة والقائد السابق لأركان الجيش الإسرائيلي، أكثر تفاؤلاً حيال الموقف الراهن مع إيران، وشكك في إمكانية وصول برنامجها النووي إلى مرحلة تمنحه الحصانة من الاستهداف العسكري، معتبراً أن خبرته العسكرية تؤكد أن كل المنشآت التي بناها البشر قابلة للاختراق أو الضرب.