كابول، أفغانستان (CNN) -- وصفت حركة طالبان الأفغانية الاثنين الجندي الذي قام بقتل 16 مدنياً في بيوتهم بقندهار بأنه عنصر من "القوات الأمريكية الهمجية المختلة عقلياً،" وتعهدت بتنفيذ عمليات ثأرية، بينما تسارعت المواقف المنددة في كابول وواشنطن، سعياً لاحتواء الغضب الشعب العارم بالبلاد.
وقالت الحركة، في بيان حول الحادث نشرته على موقعها الإلكتروني، إن ستقوم بالاقتصاص من هذه "الأعمال البربرية،" وانتقدت القوات الأمريكية التي تقاتلها منذ عقد تقريباً للسيطرة على البلاد.
من جانبه، قال الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، إن ما حصل "جريمة لا تغتفر،" مضيفاً أن من بين القتلى تسعة أطفال، بينما وصفت القوات الدولية مطلق النار بأنه "رقيب في الجيش تصرف بمفرده وقام بتسليم نفسه بعد إطلاق النار على المدنيين، مشددة على أنه قيد التحقيق حالياً لمعرفة دوافعه.
وقال النقيب جون كيربي، الناطق باسم القوات الدولية، إن فحوصات تقييم القدرات العقلية والسجلات الطبية للرقيب الموقوف "جارية حالياً."
وأضاف: "هذا الجندي أمضى سنوات طويلة في الجيش، وسبق أن خدم في أفغانستان، إذ أنها ليست فترة خدمته الأولى في ذلك البلد، ولكن بالنسبة للدوافع فلا يمكننا الحديث عنها حالياً."
وفي البيت الأبيض، أصدر الرئيس باراك أوباما بياناً وصف فيه عملية القتل بأنها "مأساوية وصادمة،" وقدم العزاء للشعب الأفغاني، وذلك خلال اتصال هاتفي مع كرزاي.
وأكد أوباما أن الجيش الأمريكي "سيكشف الحقائق حول القضية بأسرع وقت ممكن، ويقوم بمحاسبة المسؤولين،" واعتبر أن الهجوم "لا يعكس الشخصية الاستثنائية للقوات المسلحة الأمريكية أو للاحترام الذي تكنه أمريكا للشعب الأفغاني.
ولكن هذه المواقف الدولية والمحلية لم تساعد على تهدئة الغضب في الشارع الأفغاني، وفي هذا السياق، قال الأمير علي سراج، رئيس لجنة الحوار بين القبائل في أفغانستان: "يمكن للشعب الأفغاني أن يتحمل الكثير من الأمور، يمكن له تحمل الدمار والغارات الليلية، ولكن لا يمكنه تحمل القتل، وعندما تحصل هذه الأمور فهو ينتظر العدالة."
وأضاف سراج، وهو أحد أعضاء العائلة المالكة التي كانت تحكم أفغانستان، إن الهجوم سيصب في صالح حركة طالبان، معتبراً أن ما جرى سيفيد الحركة في حربها النفسية بالبلاد.
وكشف مسؤول أمريكي أن جنود الجيش الأفغاني رصدوا مطلق النار وهو يغادر قاعدته، وقاموا بإخطار القوات الأمريكية التي بدورها أرسلت دورية للبحث عنه، وقد عثرت عليه في طريق عودته بعد إطلاق النار، وقامت باعتقاله.
وكان عضو المجلس المحلي لولاية قندهار، حاجي أغا لالي، قد أكد لـCNN الأحد، إن الجندي الأمريكي، قتل 16 مدنياً على الأقل، كما أصاب عدد آخر، ما زالت السلطات المحلية تقوم بحصرهم. بيمنا قالت الرئاسة الأفغانية أن بين القتلى تسعة أطفال وثلاث نساء.
ولم تتضح على الفور دوافع الهجوم، الذي شهدته ولاية قندهار، التي تشهد اضطرابات واسعة، تفاقمت مؤخراُ بسبب قيام عدد من الجنود الأمريكيين بحرق نسخ من القرآن في قاعدة "باغرام" الجوية، قرب العاصمة الأفغانية كابول.
وتعد ولاية قندهار من بين المناطق التي تشهد أعنف أعمال العنف في أفغانستان، وقد تصاعد الغضب الشعبي ضد الوجود الدولي، وتحديداً الأمريكي، منذ شيوع نبأ قيام عناصر أمريكية بإحراق مواد دينية بينها نسخ من القرآن.
وتسببت الواقعة بموجة من الاحتجاجات التي أدت إلى مقتل العشرات، بينهم أربعة من جنود الجيش الأمريكي، كما جُرح المئات.
كما أن قضية تعرض المدنيين الأفغان للقتل أو الجرح خلال عمليات القوات الدولية تعتبر من بين القضايا الأكثر إثارة للجدل في البلاد، وقد سبق للحكومة الأفغانية أن أثارتها مراراً، ما تسبب بضغوطات سياسية كبيرة على العواصم الغربية.
وتحاول القوات الدولية اتخاذ معايير إضافية تحول دون إصابة المدنيين الأفغان، وتقول القوات الدولية إن أعداد القتلى تراجعت خلال العام الماضي بواقع 17 في المائة.