نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال مصدر دبلوماسي غربي إن "مجموعة الستة" المتابعة للملف النووي الإيراني، والمكونة من الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، ومعها ألمانيا، اتفقت على نص بيان مشترك ستقدمه في اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس، بينما أشارت صور من أقمار صناعية لنشاط مريب في موقع "برشين" الإيراني العسكري.
وذكر المصدر لـCNN أن البيان "سيعكس القلق حيال نشاطات إيران النووية، بما في ذلك عمليات تخصيب اليورانيوم الجارية في منشأتي نتانز وفردو، وسيطلب من مدير الوكالة الدولية تقديم تقارير حول مدى تقدم إيران في الوفاء بتعهداتها الدولية."
وأضاف المصدر أن أهمية البيان المشترك تنبع من واقع أن الدول المشاركة في "مجموعة الستة" والتي تتولى التفاوض مع إيران، تقدم اليوم "رؤية مشتركة" حول القضية، بعد أن كان من الصعب التوصل إلى إجماع في وجهات نظرها.
وتابع بالقول: "نتمنى أن يساعد البيان المشترك على عزل إيران وإظهار أن روسيا والصين باتا مع المعسكر الغربي لجهة دعوة إيران إلى الالتزام بواجباتها."
وفي سياق متصل، كشف مصادر دبلوماسية لـCNN أن صور الأقمار الصناعية التي ترصد منشأة برشين العسكرية الإيرانية أظهرت نشاطات لشاحنات وآليات تزيل التربة في الموقع، ما يثير الشك حول الموقع الذي سبق لطهران أن رفضت السماح للمفتشين الدوليين دخوله، قبل أن تعرض إمكانية زيارته في وقت لاحق.
وقالت تلك المصادر إن الصور قد تدعم المعلومات التي كانت قد تسربت من أوساط الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي اتهمت إيران بالسعي لـ"تنظيف" المنشأة قبل وصول المفتشين إليها.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعربت عن قلقها حيال إمكانية وجود نشاطات سرية في برشين، تشمل تجارب على أجهزة تفجير مخصصة لإطلاق أسلحة نووية، مضيفة أن تفجيرات اختبارية جرت بالفعل داخل مستوعبات معدنية في الموقع.
غير أن ديفيد أولبرايت، مدير معهد العلوم والأمن الدولي، قال لـCNN إن الصور غير كافية لتقديم أدلة واضحة حول ما يجري، مضيفاً أن بعثات التفتيش التي تعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحاجة للحصول على المزيد من المعلومات.
وبحسب أولبرايت، فإن معظم التجارب العسكرية المخصصة للبرنامج النووي الإيراني جرت خلال الفترة ما بين عامي 2002 و2003، ولم يستبعد استمرارها في السنوات اللاحقة، غير أنه قال بأن أدلة حصول ذلك "ضعيفة،" ولكنها كافية لتبرير حصول زيارات إلى الموقع ومتابعة ما يجري فيه.
واستبعد أولبرايت إمكانية العثور على أدلة تؤكد إجراء إيران اختبارات على أجهزة تفجير لإطلاق الأسلحة النووية، حتى في حال حصولها، ورأى أن ما يجري حتى الساعة لا يبرر حصول ضربات جوية، بل يدعو إلى المزيد من المراقبة.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، قد قال الأربعاء، في مقابلة مع CNN إنه لا يمكنه الجزم في ما إذا كانت المنشآت النووية الإيرانية وأنشطتها المتعلقة بذلك مخصصة للأغراض السلمية فقط.
وسبق ذلك قيام الولايات المتحدة الثلاثاء، بعرض استئناف المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توجيه إسرائيل ضربة وشيكة لمنشآت نووية إيرانية.