دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عرضت الولايات المتحدة مكافأة مالية ضخمة، تصل إلى 10 ملايين دولار، لمن يقدم معلومات تقود إلى اعتقال الباكستاني حافظ محمد سعيد، المشتبه بأنه "العقل المدبر" لهجمات مومباي في الهند، عام 2008، والتي أسفرت عن سقوط 166 قتيلاً.
جاء الإعلان عن هذه المكافأة المالية الضخمة في الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية، في وقت متأخر من مساء الاثنين، ضمن جهود السلطات الأمريكية لاعتقال "المتشدد" الباكستاني، البالغ من العمر 62 عاماً، والذي يُعتقد أنه مؤسس إحدى الجماعات "المتشددة"، التي تتهمها نيودلهي بالوقوف وراء هجمات بالهند.
وتُعد هذه المكافأة واحدة من أكبر المكافآت التي يعلن عنها برنامج ملاحقة "المطلوبين التابع للخارجية الأمريكية، ويتساوى مع نفس المبلغ الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة لاعتقال زعيم حركة "طالبان"، الملا محمد عمر، إلا أنه يقل عن المكافأة التي رصدتها لاعتقال زعيم تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، وقيمتها 25 مليون دولار.
ووصف الإعلان سعيد بأنه مدرس سابق للغة العربية والهندسة، ساعد في تأسيس "جماعة الدعوة"، وهي جماعة راديكالية تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في مناطق واسعة بكل من الهند وباكستان، وأدرجتها كل من واشنطن والأمم المتحدة ضمن قائمة "المنظمات الإرهابية."
كما أشار إلى أن "جماعة الدعوة"، وهي أحد الأذرع العسكرية التابعة لجماعة "عسكر طيبة"، المصنفة كـ"منظمة إرهابية"، من قبل الولايات المتحدة، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2001، يُشتبه في وقوفها وراء العديد من الهجمات التي وقعت في الهند.
ويُعتقد أن الجماعة ذاتها تقف وراء الهجمات المتزامنة التي وقعت في مدينة مومباي، في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008، والتي أسفرت عن مقتل 166 شخصاً، من بينهم 6 أمريكيين، كما اختطف "الإرهابيون" عدداً من الرهائن.
وفي مقابلة نادرة عام 2010، أبلغ سعيد صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بأن جماعة "عسكر طيبة" ليس لها أي علاقة بهجمات مومباي، رغم أن السلطات الهندية قالت، في أكثر من مناسبة، إن لديها الكثير من الأدلة التي تثبت تورط الجماعة الباكستانية في تلك الهجمات.
وكانت حكومة نيودلهي قد طلبت من منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول"، إصدار مذكرة اعتقال بحق حافظ محمد سعيد، لاتهامه بالتورط في هجمات مومباي، كما رحبت الحكومة الهندية بعرض الولايات المتحدة مكافأة مالية ضخمة لاعتقال "المتشدد" الباكستاني.
وقالت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، في بيان لها الثلاثاء، إن هذه الخطوة "تعكس التزام كل من الهند والولايات المتحدة لتقديم معدي هجمات مومباي الإرهابية إلى العدالة، ومواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب."
كما أشار البيان إلى أن عرض هذه المكافأة "يبعث برسالة قوية إلى جماعة عسكر طيبة، وأعضائها، وقادتها، بأن المجتمع الدولي مازال متحداً في حربه على الإرهاب."
من جانبه، وصف المتحدث باسم جماعة "عسكر طيبة"، محمد يحيى مجاهد، العرض الأمريكي بأنه "هجوم جديد" على الإسلام والمسلمين، معتبراً أنه من شأنه أن يجر مزيداً من "مشاعر العداء" تجاه الولايات المتحدة في العالم الإسلامي.
وذكر مجاهد أن سعيد ليس مختبئاً في الكهوف والجبال، وإنما يعيش حياته بشكل طبيعي في باكستان، ومن المتوقع أن يوجه خطاباً أمام حشد من العامة في "أبوت أباد"، الثلاثاء.