كابول، أفغانستان (CNN)-- استدعى الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، كلاً من قائد قوات المساعدة الأمنية "إيساف"، التابعة لحلف شمال الأطلسي، الجنرال جون ألان، وسفير الولايات المتحدة، ريان كروكر، إلى قصره الرئاسي مساء الاثنين، في أعقاب سلسلة غارات جوية، أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.
وقال بيان للقصر الرئاسي إن الرئيس كرزاي طلب من قائد القوات الدولية، وكذا السفير الأمريكي، تقديم إيضاحات حول أربع غارات جوية، نفذتها قوات حلف "الناتو"، خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، في ضوء "اتفاق الشراكة الإستراتيجية"، الذي وقعه، مطلع الشهر الجاري، مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.
وشدد كرزاي، بحسب البيان، على أن هذا الاتفاق يضمن "عدم وقوع مثل هذه الحوادث، وبالتالي حماية أرواح المدنيين الأفغان"، وقال: "إذا لم يتم توفير الحماية اللازمة لأرواح الأفغان، فإن هذا الاتفاق الإستراتيجي بين الدولتين، سوف يفقد معناه والهدف منه."
وأشار البيان إلى اثنين من تلك الغارات، إحداهما في منطقة "لوغار" بولاية هلمند، لم يتضح عدد ضحاياها، بينما تتعلق الثانية بغارة جوية لقوات الناتو، في منطقة "بادغيس"، شمال شرقي أفغانستان، أكد مسؤول محلي لـCNN، في وقت سابق، أنها خلفت 14 قتيلاً على الأقل من المدنيين.
وكانت قيادة قوات "إيساف" قد أكدت وقوع الغارة الجوية في "بادغيس"، إلا أنها قالت إن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين، فيما ذكر المتحدث باسم قوات الناتو، الكولونيل جيمي كومينغز: "نحن على علم بها، ونتحقق من صحة التقارير التي تحدثت عن سقوط مدنيين."
يُذكر أن الرئيسين أوباما وكرزاي وقعا اتفاق الشراكة الإستراتيجية، الذي يحدد الدور المستقبلي للقوات الأمريكية في أفغانستان، وذلك خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي إلى كابول، مطلع الشهر الجاري.
من ناحية أخرى، أعلنت قوات "إيساف" مقتل ثلاثة من جنود التحالف الدولي، في تفجير استهدف مركبة عسكرية، شرقي أفغانستان الاثنين، أسفر عن إصابة جنديين آخرين.
وقال مسؤول غربي، طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، إن القتلى الثلاثة من الجنود الأمريكيين، مشيراً إلى أن الانفجار استهدف آلية كان يستقلها عدد من الجنود، على طريق يقع إلى الجنوب من قاعدة عسكرية في منطقة "غازني."
يأتي هجوم الاثنين بعد يوم شهد مقتل اثنين من أفراد القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان الأحد، سقط أحدهما بنيران مسلح يرتدي زي الجيش الأفغاني، جنوبي الدولة الآسيوية المضطربة، بينما سقط الآخر في انفجار عبوة ناسفة، شرقي أفغانستان، أسفر عن جرح اثنين آخرين.
وقتل أكثر من 1900 جندي أمريكي، وما يزيد على ألف من قوات التحالف، في الصراع الممتد منذ عشرة أعوام وحتى الآن، في أفغانستان.