موسكو، روسيا (CNN)-- وافق مجلس النواب الروسي "الدوما" الثلاثاء، على تعيين الرئيس السابق، ديمتري ميدفيديف، رئيساً للحكومة، بناءً على اقتراح من الرئيس الجديد لروسيا الاتحادية، فلاديمير بوتين، حيث جاء القرار بموافقة 299 صوتاً، مقابل اعتراض 144 نائباً.
ونقلت وكالة "إيتار تاس" للأنباء وتلفزيون "روسيا اليوم" عن رئيس مجلس الدوما، سيرغي ناريشكين، قوله إن 438 نائباً، من إجمالي 450 عضواً، شاركوا في "اجتماع استثنائي" لمجلس الدوما، الثلاثاء، للتصويت على المرشح الذي قدمه بوتين، لتولي رئاسة الحكومة الجديدة.
كما نقلت وكالة "نوفوستي" أن بوتين، الذي أُعيد انتخابه رئيساً لروسيا، بعدما شغل منصب رئيس الوزراء تحت رئاسة ميدفيديف، استهل جلسة المجلس الثلاثاء، بتذكير النواب بأنه كان قد أعلن نيته ترشيح الرئيس السابق لرئاسة الحكومة، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية.
وناشد بوتين النواب الموافقة على تعيين مرشحه رئيساً للحكومة، واصفا ميدفيديف بأنه "ابن بار لروسيا"، ومعبراً عن ثقته بأن "ميدفيديف سيكون منفتحاً على التعاون مع البرلمان وأحزابه"، كما أشار إلى أن الرئيس السابق "سيستطيع إلهام الجميع ليساعدوه في تحقيق الحداثة الاقتصادية."
وبدوره وعد ميدفيديف بأنه سيبذل قصارى الجهد، إذا أصبح رئيساً للحكومة، "لتحافظ مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لروسيا على إيقاعها"، مشيراً إلى أن روسيا تمكنت في عام 2011 من اجتياز تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، وإنماء اقتصادها بنسبة 4 في المائة.
وفي أعقاب اجتماع بين ميدفيديف وممثلي الكتل النيابية بمجلس الدوما، قال النائب فلاديمير بيسونوف، إن نواب "الحزب الشيوعي"، ثاني أكبر حزب برلماني بعد حزب "روسيا الموحدة"، الذي يتزعمه بوتين، لن يصوتوا لصالح تعيين ميدفيديف رئيسا للحكومة.
ومن جانبه، قال رئيس الحزب الشيوعي، غينادي زيوغانوف، إن حزبه "مستعد للتعاون مع الحكومة الجديدة، برغم معارضتهم إسناد منصب رئاستها إلى ميدفيديف"، مشيراً إلى أن "الحكومة لن تستطيع إخراج البلاد من طريق مسدود، إذا لم تغير سياستها."
كما أعلن رئيس حزب "روسيا العادلة"، سيرغي ميرونوف، أن نواب الحزب قرروا التصويت ضد ميدفيديف "لأنهم لا يريدون أن يرأس الحكومة زعيم الحزب، الذي يعتبرونه خصماً أيديولوجياً لحزبهم"، ومع ذلك أكد ميرونوف استعداد حزبه للتعاون مع رئيس الحكومة الجديد.
ويتشكل البرلمان الروسي من ممثلي أربعة أحزاب، هي حزب "روسيا الموحدة"، وهو صاحب الأغلبية البرلمانية، و"الحزب الشيوعي"، و"روسيا العادلة"، و"الحزب الليبرالي الديمقراطي."
وتسلم بوتين مقاليد السلطة في روسيا، في حفل رسمي الاثنين، بعدما قام بتأدية اليمين الدستورية في الكرملين، بحضور مئات المدعوين، ليعود رئيساً لروسيا التي حكمها لدورتين بين عامي 2000 و2008، قبل أن يتسلم ديمتري ميدفيديف السلطة لأربع سنوات، قيل خلالها إن بوتين كان هو الحاكم الفعلي، من منصبه برئاسة الحكومة.