دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- واصلت كبريات الصحف العالمية الصادرة السبت، متابعتها لتطورات الأحداث الساخنة في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأوضاع في سوريا ومصر، حيث برز تقرير يحذر من انزلاق الأوضاع في مصر إلى "حرب أهلية"، فيما اتهم تقرير آخر شركة "كوكاكولا" بـ"العنصرية"، حيث يمكن أن تسبب مشروباتها أمراضاً سرطانية، ولكن لغير الأمريكيين.
لوس أنجلوس تايمز:
تصدر الملف المصري الصفحة الرئيسية للصحيفة الأمريكية، التي أبرزت عنواناً يقول: السياسة الخارجية لمصر قد تتغير في لهجتها وليس في مضمونها.
وكتبت تحت هذا العنوان: ربما تشهد السياسة الخارجية لمصر، مع وصول أول رئيس إسلامي إلى السلطة، بعض التغيير في لهجتها، دون أن يمتد إلى مضمونها، على الأقل في المدى القصير، حيث أن الحكومة الجديدة لا يمكنها أن تتحمل تكلفة توتر محتمل في العلاقة مع الولايات المتحدة، كما أنها لا يمكنها المخاطرة بإثارة غضب المجتمع الدولي، بالتخلي عن اتفاقية السلام مع إسرائيل، التي وقعتها الدولتان في عام 1979.
ويواجه الرئيس محمد مرسي مجموعة من الأزمات الاجتماعية والمالية الداخلية، من المتوقع أن تلقي بظلالها على السياسة الخارجية لمصر خلال الشهور المقبلة، فمن المحتمل أن تصعِّد مصر من حدة لهجتها تجاه القدس (إسرائيل) وواشنطن، ولكن مرسي، الذي خاض الانتخابات الرئاسية مرشحاً عن جماعة الإخوان المسلمين، في أمس الحاجة إلى الاستثمارات الغربية والإقليمية، للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية، التي تجتاح أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان.
كما أن مرسي، الذي سيؤدي اليمين الدستورية السبت، سيخضع لمزيد من القيود من قبل المؤسسة العسكرية العلمانية في البلاد، والتي تتلقى مساعدات أمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار سنوياً.. فقبل أيام على انتخاب مرسي، عمد جنرالات الجيش، الذين يقودون البلاد من تنحي الرئيس السابق، حسني مبارك، في وقت مبكر من العام الماضي، إلى تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية، بمواجهة النفوذ المتزايد للإسلاميين المحافظين.
إكسبيرت:
وفي الشأن المصري أيضاً، عنونت الصحيفة الروسية صفحتها الرئيسية بعنوان يقول: مصر تقف أمام خطر الانزلاق إلى حرب أهلية.
وكتبت الصحيفة: إن استماتة جنرالات الجيش المصري في التشبث بالسلطة، من شأنه أن يفاقم الأزمة السياسية في مصر.. فقد تبددت الآمال بحدوث انتقال سلمي من مرحلة الفوضى الثورية، إلى مرحلة التوافق السياسي، وإنشاء نظام حكم جديد.. ذلك أن قيام المجلس العسكري بحل البرلمان، الذي تشكل عبر انتخابات حرة ونزيهة، يمثل تجاوزاً لكل الحدود، ورسالة تحمل معان خطيرة إلى كافة الأطراف في الداخل والخارج.
لقد أيقنت القوى الإسلامية والليبرالية في مصر بشكل قاطع، أن العسكر لا ينوون تسليم السلطة التي استولوا عليها نتيجة الثورة.. لهذا نجد الليبراليين يجاهرون باستعدادهم للخروج إلى الشارع، لاسترداد الثورة التي اختطفها العسكر.. أما الإسلاميون فيعملون بهدوء على استعادة السلطة المسلوبة.. وفي ظل هذا المشهد، يتوقع العديد من المحللين والمراقبين أن تبادر القوى الإسلامية والليبرالية، وعلى الرغم من التباينات العقائدية والفكرية بينها، إلى توحيد جهودها بهدف إشعال ثورة مكملة لثورة ميدان التحرير.
إن إنقاذ البلاد من الوقوع في أتون حرب أهلية، لن يكون ممكناً إلا بانسحاب العسكر نهائياً من الساحة السياسية، وتشكيل مؤسسات دولة مدنية أو شبه مدنية.. لكن هذا المنحى ليس وارداً البتة لدى جنرالات الجيش.. فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة عندما يضرب عرض الحائط بالقوانين التي سنها البرلمان الجديد، فإنما يكون قد قرر اعتماد نهج "الطغمة" في حكم البلاد.. وهو بذلك يعيد مصر إلى النهج الناصري.
الشعب اليومية:
من جانبها، أبزرت الصحيفة الصينية عنواناً لافتاً يقول: شركة كوكاكولا تلجأ إلى المعايير المزدوجة.. المواد المسرطنة في منتجاتها الصينية أعلى مما في الولايات المتحدة بـ14 ضعفاً.
وكتبت تحت العنوان: ذكر برنامج "صوت الصين" من محطة الإذاعة الشعبية المركزية، أن هيئة بحوث قامت بفحص جميع مشروبات كوكا كولا في العالم قبل أيام، فوجدت أن أحد أنواع المواد المضافة، قد تسبب السرطان موجودة في مشروبات كوكا كولا بشكل شائع، وتتجاوز كمية هذه المواد الموجودة في المنتجات الصينية، كميتها في المنتجات المماثلة في الولايات المتحدة بـ14 ضعفاً، وقد بلغت كميتها في المنتجات المماثلة في بريطانيا 34 ضعفاً من الولايات المتحدة.
ويشار إلى أن الاسم العلمي للمواد المسببة للسرطان هو 4-Methylimidazole، حيث يمكنه أن يتسبب في أورام سرطانية عند الحيوانات، كما يتسبب في خطر الإصابة بالسرطان في جسم الإنسان.. وفي الوقت الحالي تم العثور على هذه المواد المسرطنة في أربعة منتجات، وهي كوكاكولا، وكوكا لايت، وبيبسي كولا، وبيبسي لايت.
ويعود مصدر 4-Methylimidazole إلى الكراميل، الذي يضاف دائماً إلى مشروبات كولا، لإضفاء جمالية على لون مشروب كوكاكولا.. ورغم أن الشركتين قد نفيا مراراً وجود مواد مسرطنة في منتجاتهما، إلا أن شركة كوكاكولا أعلنت أنها ستخفض كمية المواد المسببة للسرطان في منتجاتها، من خلال تغيير عملية الإنتاج، لتهدئة غضب الجماهير.
وقال نشطاء بريطانيون مؤخراً إن إجراءات تغيير عملية الإنتاج تنفذ في الولايات المتحدة فقط، ولم تنفذ في الدول الأخرى، وسوف يرسل نشطاء رسالة إلى الدوائر الصحية الحكومية، يطالبون فيها بالحظر الكامل على استعمال الكراميل في التلوين، وطالبوا شركة كوكاكولا بعدم اعتماد معايير مزدوجة على مستوى سلامة المنتجات.