CNN CNN

كلينتون: الفيلم المسيء للإسلام "مثير للاشمئزاز"

السبت، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 18:00 (GMT+0400)

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- في أول رد فعل رسمي من جانب الإدارة الأمريكية على الفيلم "المسيء" للنبي محمد، الذي تم بثه على مواقع الإنترنت مؤخراً، وأثار احتجاجات واسعة في العديد من الدول الإسلامية، وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الفيلم بأنه "مثير للاشمئزاز ويجب شجبه."

وأثار الفيلم، الذي يصور النبي محمد كأنه شخص يعشق التحرش بالأطفال، وزير نساء، وقاتل بلا قلب، احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة، كان أبرزها في ليبيا، حيث قُتل السفير الأمريكي لدى الدولة العربية، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين آخرين، نتيجة هجوم صاروخي على مقر القنصلية الأمريكية في بنغازي.(المزيد)

وقالت الوزيرة الأمريكية، في تصريحات لها الخميس، إنه "ليس هناك على الإطلاق، ما يبرر الرد على هذا الفيلم بالعنف"، وأضافت أنه لا يجب أن يكون هناك جدل حول أن مواجهة الأقوال بالعنف أمر غير مقبول، داعية قادة الحكومات والمجتمع المدني ورجال الدين إلى "ضرورة رسم خط واضح للعنف.. وأي قائد مسؤول يجب أن يقف الآن ليرسم هذا الخط."

إلى ذلك، تواصلت ردود الأفعال الرافضة للفيلم المسيء للنبي محمد، والمنددة بـ"الاعتداء" على القنصلية الأمريكية في بنغازي، حيث أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بياناً الخميس، حصلت عليه CNN بالعربية، حمل إدانة الأمين العام للمنظمة، أكمل الدين إحسان أوغلي، "عملية الاعتداء المأساوية"، التي راح ضحيتها السفير الأمريكي في ليبيا.

كما أعرب أوغلي، بحسب البيان، عن "قلقه العميق بشأن الهجوم على سفارة الولايات المتحدة في القاهرة"، موضحاً أن "العنف نشأ عن المشاعر التي أثارها إنتاج فيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، أضر بالمشاعر الدينية للمسلمين"، معتبراً أن الحادثين قد أظهرا التداعيات الخطيرة لإساءة استخدام حرية التعبير.

وقال أمين عام المنظمة: "في حين أن الفيلم المسيء كان عملاً تحريضياً بمعنى الكلمة، فلا يمكن التغاضي عن اللجوء إلى العنف، الذي أدى إلى إزهاق أرواح بريئة"، ودعا إلى ضبط النفس، وحث مسؤولي إنفاذ القانون المعنيين لاتخاذ "جميع التدابير اللازمة للسيطرة على الوضع."

كما أكد أوغلي في بيانه أن "المجتمع الدولي لا يمكن أن يكون رهينة لأفعال المتطرفين على كلا الجانبين"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن التوصل إلى حل، إلا من خلال معالجة المسائل المتصلة بحرية الدين وحرية التعبير، من خلال المشاركة الدولية المنظمة."

وفي الرياض، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن "مصدر مسؤول" إدانته ردود الفعل العنيفة التي وقعت في عدد من الدول ضد المصالح الأمريكية، كما أعربت المملكة عن عزائها ومواساتها للولايات المتحدة الأمريكية، في ضحايا أعمال العنف في ليبيا، التي استهدفت القنصلية الأمريكية في بنغازي.

كما استنكرت المملكة، بحسب البيان المنسوب لنفس المصدر، والذي لم تكشف الوكالة الرسمية عن هويته، قيام "مجموعة غير مسؤولة في الولايات المتحدة الأمريكية، بإنتاج فيلم مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم"، مؤكدةً نبذها لجميع الأعمال التي تسئ إلى الديانات ورموزها.

وفي تونس، أدانت رئاسة الجمهورية "بكل شدة الفيلم المسيء للرسول الأكرم، محمد صلى الله عليه وسلم، والذي بدأت في عرضه بعض دور السينما الأمريكية"، فيما ندد رئيس الحكومة المؤقتة، حمادي الجبالي، بـ"استهداف البعثات الدبلوماسية ذات الحصانة"، في الأعراف الدولية وفي التعاليم الدينية، وخاصة منها الإسلام.

وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، عدنان منصر، في بيان أوردته وكالة تونس أفريقيا للأنباء "وات"، أن "الشريط المذكور يسيء إساءة بالغة لمشاعر المسلمين في كل أنحاء الأرض"، كما اعتبر أن حرية التعبير الفني "لا يجب أن تستخدم مطية، للاعتداء على مقدسات الشعوب."

وأضاف المتحدث التونسي أن مثل هذه الأعمال "التي تسمى فنية، إنما هي في الحقيقة، بث للفتنة بين معتنقي الديانات المختلفة، بصورة تتناقض مع طبيعة العلاقات، التي يجب أن تسود بين الثقافات"، لافتاً إلى أنه "لا يمكن لحق الرأي أن يتناقض مع الحق في الإسلام والكرامة والمعتقد، وإنما عليه الدفاع عن كل هذه الحقوق في الوقت نفسه."

وعبرت رئاسة الجمهورية عن استنكارها "اعتماد بعض الأطراف لهذه الأعمال، مبرراً للقيام باعتداءات إرهابية ضد مواطني ومصالح أية دولة"، معتبرة أن "رد الفعل القويم يكون بنشر صورة مغايرة عن رموزنا الثقافية، تبين عظمتها وإضافاتها للبشرية، وتقديم دعاوى قضائية ضد المعتدين عليها باسم حرية التعبير."

وفي الأردن، استنكر مجلس النواب، في بيان له الخميس نقلته وكالة الأنباء الرسمية "بترا"، ما وصفه بـ"التطاول على مقام رسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، من خلال إنتاج ونشر فيلم جديد مسيء إساءة بالغة لرسول البشرية جمعاء، ما أثار غضب العالم الإسلامي، واستنكاره لهذا العمل المشين."

كما أعرب مجلس النواب الأردني عن "عميق الأسف ومشاعر السخط والغضب، وإدانته البالغة لهذه الإساءة من قبل فئة آثمة"، مشيراً إلى أنه يرفض بشدة التعدي على العقيدة الإسلامية السمحاء، وعلى الرموز الدينية، ويعتبر أن أي تعد على قيمنا وعقيدتنا الإسلامية، إنما هو تعد على كل مسلم، وإساءة شخصية لكل المسلمين.

وطالب المجلس كل الجهات الرسمية والشعبية في العالم أجمع، وبخاصة في أمريكا، بعدم التعامل مع هؤلاء الذين أساءوا بفعلتهم إلى ما يزيد عن مليار ونصف مليار مسلم، ومنع تداول وعرض الفيلم، ومعاقبة القس الأمريكي الذي يدعم القائمين عليه، إضافة إلى معاقبة كل من شارك في إنتاج وإخراج الفيلم وكل من ساهم فيه.