أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- طالب أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي، الأربعاء، وزارة الخارجية بتقديم تفاصيل بشأن التهديدات والمخاوف الأمنية التي ستبقت الهجوم على القنصلية ببنغازي، وذلك على خلفية تقارير بأن حماية البعثة كانت أقل من التدابير الأمنية المتبعة عادة حول البعثات الدبلوماسية الأمريكية.

ودعا السيناتوران جوني إيساكسون وبوب كوركر، عضوا "لجنة العلاقات الخارجية" بمجلس الشيوخ" وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، إلى "إحاطة اللجنة بكافة تفاصيل الوضع الأمني في بنغازي قبيل الهجوم على مقر القنصلية" الذي راح ضحيته أربعة أمريكيين من بينهم السفير، كريستفور سيتفنز.

وقال المسؤولان الأمريكيان في الرسالة: "نشعر بالقلق الشديد بشأن تقارير متضاربة حيال الأوضاع التي قادت للهجمات، تحديدا ما يخص قلة الاستعدادات الأمنية التي اتخذت رغم تنامي المخاطر على المسؤولين الأمريكيين والمنشآت في بنغازي خلال الفترة التي ستبقت الهجمات."

واستشهد المسؤولان بتقارير بثتها شبكة CNN بشأن الإجراءات الأمنية المتبعة حول القنصلية ببنغازي، بجانب مخاوف أبداها ستيفنز نفسه حيال تدهور الوضع الأمني بالمدينة، وذلك في مذكرات شخصية عثرت عليها الشبكة بين حطام المقر المحروق.

ويأتي ذلك بعدما كشف مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية أن إجراءات حماية القنصلية الأمريكية في بنغازي كانت دون التدابير الأمنية التقليدية المتبعة حول البعثات الدبلوماسية، رغم إدخال تحسينات عليها قبيل الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر/أيلول الجاري.

وذكرت المصادر المطلعة، إن المنشأة، وهي عبارة عن فيلا مؤجرة، كانت مقرا مؤقتا، ما سمح بإجراء تنازلات أمنية لا تطابق الإجراءات الروتينية المتبعة في حراسة مقار البعثات الدبلوماسية الأمريكية، في خطوة، يقول خبراء مختصون في أمن البعثات الدبلوماسية، إنها ربما اتخذت بقرار مشترك بين واشنطن وطرابلس والسفير الأمريكي ذاته، وذلك حتى بناء مقر دائم حسب المعايير الأمنية والقانونية المتبعة. 

وقال فرد بيرتون، من مجموعة "ستراتفور" للاستشارات الأمنية: "هناك من قرر بأن بعثة بنغازي ضرورية جدا إلى حد التنازل عن الإجراءات الأمنية المطلوبة، وهو ما مثل تحديات فريدة للخدمات الأمنية الدبلوماسية."

ورغم إن الإجراءات الأمنية كانت دون التدابير المعمول بها، إلا أنه كان قد تم إدخال تحسينات عليها عقب محاولة تفجير فاشلة للقنصلية في يونيو/حزيران الماضي، بحسب المصادر.

وجرى تخصيص غرفة آمنة في كل مبنى بالمقر زودت بباب من الفولاذ، أدرك المسؤولون لاحقاً إنه غير مقاوم للحريق إذا يسود الاعتقاد بأن ستيفنز، توفى اختناقا بالدخان الكثيف الناجم عن النيران التي اندلعت بالمكان عقب مهاجمته.

وقال أحد المصادر إن تعديلات أدخلت على البعثة وأن آخر التقييمات التي أجريت قبل الهجوم خلصت إلى أنه مؤمن بصورة تتناسب وحجم التهديدات المستندة على الهجوم السابق واعتداءات أخرى طالت أهدافا أجنبية، منها مهاجمة منشأة تابعة للهيئة العامة للصليب الأحمر الدولي، والهجوم على موكب للسفير البريطاني.

وكانت حشود غاضبة قد اقتحمت القنصلية الأمريكية للاحتجاج على فيلم مسيء للنبي محمد ما أسفر عن مصرع أربعة أمريكيين.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الهجوم كان نتيجة عفوية للاحتجاجات على الفيلم.