واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- صرح وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الخميس بأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الشهر الحالي مدبر ونفذه إرهابيون، وسط تضارب تقديرات المسؤولين الأمريكيين حول الاعتداء الذي قتل فيه أربعة أمريكيين من بينهم السفير، كريستوفر ستيفنز.
ولم يحمّل بانيتا، في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع، البنتاغون، مسؤولية الهجوم على عاتق جماعة بعينها، مضيفاً: "أعتقد انه مازال يتعين تحديد ذلك من خلال التحقيق."
وأضاف: بالنظر إلى تفاصيل الهجوم وكيفية تنفيذه، فمن الواضح بأنه مخطط من قبل عناصر إرهابية."
ويأتي تصريح وزير الدفاع الأمريكي كأحدث استنتاج للمسؤولين في واشنطن حول الهجوم، الذي تعرضت له القنصلية ببنغازي في 11 سبتمبر/أيلول الجاري، أثناء ما بدأ كاحتجاج على الفيلم المسيء للنبي محمد، ما دفع واشنطن إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول بعثاتها الدبلوماسية بعدد من الدول.
ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI في الهجوم، وقالت مصادر أمنية إن عملاء الجهاز الأمني الأمريكي يتواجدون في طرابلس بانتظار السماح لهم بالعمل في بنغازي، نظراً لأن الموقع لم يتم تأمينه حتى اللحظة، بحسب مصادر.
وتعرضت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لانتقادات عنيفة، من قبل الجمهوريين، لأنها استغرقت وقتاً لتقرر أن الهجوم الذي أودى بحياة ستيفنز وثلاثة مسئولين أمريكيين آخرين، كان "إرهابياً."
والخميس، قال السيناتور، جون ماكين، لـCNN: "إما أنهم سذج بشكل لا يصدق، أم أنهم يتعمدون خداع الشعب الأمريكي."
وكان مسؤول أمريكي رفيع قد كشف لـCNN بأن أدلة برزت بعد أربعة وعشرين ساعة من مهاجمة القنصلية، أظهرت بأن الهجوم من تنفيذ متشددين لهم صلة بتنظيم القاعدة أو أنهم من المتأثرين بأيديولوجية الحركة.
ومؤخراً، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون: الإرهابيون يسعون لتوسيع نطاق شبكاتهم في جهات متعددة، ويعملون مع عناصر متشددة أخرى على تقويض الفترة الانتقالية الديمقراطية في شمال أفريقيا، وكما شهدنا في بنغازي"، في تصريح فسر بأنه اتهام للحركة بالضلوع في الهجوم.
وفند مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية تلك التفسيرات، قائلاً: فيما يخص هذه القضية بالذات ومن الذي يقف وراء هجوم بنغازي، كل من الإدارة أكد بأنه لا يمكن تجاوز التصريحات المبدئية وحتى يكتمل تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي."
وتضاربت تقديرات المسؤولين الأمريكيين حول الهجوم، وذلك بعد أيام من وقوعه، وإذا ما كانت بالفعل احتجاجات على الفيلم المسيء خرجت عن نطاق السيطرة، أم أنه هجوم إرهابي خُطط له مسبقاً، أم كلاهما معاً.
ففي 14 سبتمبر/أيلول، وبعد مضي 36 ساعة على الهجوم، نفى الناطق باسم البيت الأبيض، جي كارني، وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن الهجوم كان مخططا له أو بأنه كان هناك هجوماً وشيكاً.
ومن جانبها، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، بأن المسؤولين بواشنطن يعتقدون أن عناصر إرهابية انتهزت فرصة الاحتجاجات العفوية ونفذت الهجوم، وأضافت: "لا نملك معلومات في الوقت الراهن تقودنا للاستنتاج بأن الهجوم متعمد أو مخطط له مسبقاً."
وفي 19 سبتمبر/أيلول، صرح ماثيو أولثون، رئيس مكافحة الإرهاب، أمام الكونغرس، بأنه هجوم إرهابي.