صنعاء، اليمن (CNN)-- بدأ الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح رحلته إلى الولايات المتحدة الاثنين، بعد توقفه الأحد في العاصمة العُمانية، مسقط، ونقلت السفارة اليمنية بأمريكا أن الزيارة تأتي "بهدف العلاج" على أن يعود صالح في وقت لاحق إلى صنعاء لحضور جلسة أداء القسم للرئيس الجديد.
وقالت السفارة إن رحلة صالح "علاجية وشخصية،" وأضافت: "سيسافر الرئيس عائداً إلى اليمن في فبراير/شباط المقبل لحضور جلسة أداء القسم على أن يصار إلى إعلان التفاصيل في حينه."
أما وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأً" فقالت الاثنين إن صالح توجه إلى الولايات المتحدة "لاستكمال ما تبقى من العلاج جراء الإصابات التي تعرض لها في الاعتداء الإجرامي الآثم على جامع دار الرئاسة،" في إشارة إلى التفجير الذي استهدفه مطلع يونيو/حزيران الماضي.
وبحسب الوكالة فإن صالح "استقل طائرة رئاسية نوع جامبو 747، ترافقها طائرة رئاسية أخرى نوع بوينج 727."
وكان الرئيس اليمني قد طلب الأحد "العفو" و"المسامحة" من أبناء الشعب عن "أي تقصير" حدث خلال فترة توليه السلطة، والتي امتدت لنحو 33 عاماً.
ودعا الرئيس اليمني، الذي منح سلطاته الرئاسية إلى نائبه، بموجب المبادرة الخليجية التي وقع عليها في العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي، جميع الأطراف السياسية إلى"الالتفاف حول بعضهم البعض، وإلى المصالحة، والمصارحة، وترميم وإصلاح ما دمر"، خلال الأحداث التي شهدتها البلاد منذ تفجر الاحتجاجات المناهضة لنظامه مطلع العام الماضي.
وقال صالح، في حديث للقنوات الفضائية اليمنية، بحضور نائبه عبدربه منصور هادي، والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية، الدكتور عبد الكريم الإرياني، إن "ما حدث يوم أمس في مجلس النواب، من إقرار قانون الحصانة، وتزكية الأخ الفريق عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية لرئاسة الجمهورية للفترة القادمة، يعد إنجازا طيباً."
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن صالح قوله إن "المستفيد من قانون الحصانة ليس الرئيس وأقربائه فحسب، وإنما كل من عمل مع الرئيس خلال الـ33 عاماً"، سواء في مؤسسات الدولة المدنية أو العسكرية أو الأمنية، وأضاف أنه "إذا حدثت أخطاء، فهي أخطاء غير مقصودة."
وتابع قائلاً: "أشكر شعبنا، رجالاً ونساءً، على المواقف الصادقة، وعلى ما تحمله خلال 11 شهراً من جوع وانقطاع للكهرباء ونقص في الخدمات... وأطلب العفو من كل أبناء وطني، رجالاً ونساءً، عن أي تقصير حدث أثناء فترة ولايتي لـ33 سنة، وأطلب المسامحة، وأقدم الاعتذار لكل المواطنين اليمنيين واليمنيات."
ونقلت وكالة "سبأ" عن صالح قوله "إن شاء الله سأذهب للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وأعود إلى صنعاء رئيساً للمؤتمر الشعبي العام، وننصب الأخ عبدربه منصور هادي رئيس للدولة بعد 21 فبراير (شباط) في دار الرئاسة ونعزف السلام الوطني."
من جانبه، اعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، جمال بن عمر، قرار البرلمان اليمني بتزكية مرشح توافقي للانتخابات الرئاسية "خطوة مهمة في الطريق نحو الانتخابات الرئاسية"، المقرر إجراؤها في الحادي والعشرين من الشهر المقبل، وفقاً للمبادرة الخليجية.
ودعا المبعوث الأممي حكومة الوفاق الوطني إلى الإسراع بتشكيل لجنتي "التواصل" و"التفسير"، باعتبارهما من صميم ما نصت عليه الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، كما دعا جميع الأطراف إلى اتخاذ التدابير الإضافية الضرورية لاستعادة السلم والاستقرار في اليمن.