صنعاء، اليمن (CNN)-- أعلنت السلطات اليمنية الثلاثاء أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على مدينتين رئيسيتين في محافظة "أبين"، جنوبي البلاد، والتي كانت تخضع، لما يقرب من عام، لسيطرة جماعة "أنصار الشريعة"، التابعة لتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية."
وأكد مسؤولان عسكريان محليان لـCNN الثلاثاء، أن قوات الجيش استعادت السيطرة على مدينة "جعار"، ثاني أكبر مدن أبين، وآخر معاقل مسلحي أنصار الشريعة في المحافظة الجنوبية، بعد معارك عنيفة، اضطرت المئات من العناصر المسلحة إلى الفرار من المدينة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن "الرجال الأبطال" من أبناء القوات المسلحة، والأمن، واللجان الشعبية، تمكنوا اليوم (الثلاثاء)، من "تطهير مدينتي زنجبار، وجعار، وقصر خنفر، ومنطقة الرهوة، من عناصر الإرهاب وأنصار الشر، وفتحوا طريق عدن ـ أبين أمام المواطنين."
وقال المصدر إن القوات المسلحة نفذت "عمليات نوعية، وضربات موجعة"، خلال الساعات الماضية، شارك فيها سلاح الجو، والقوات البحرية، و"أجبروا عناصر الإرهاب والشر على الفرار، يجرون أذيال الهزيمة والخيبة، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، مخلفين وراءهم عشرات القتلى والجرحى."
وأشار المصدر إلى أن طائرات الجيش قصفت 10 قوارب، كانت تقل عدداً من الفارين عن طريق البحر باتجاه محافظة "شبوة"، كما ضرب الطيران طقمين قرب "زنجبار"، يقلان عدداً من "الإرهابيين"، أثناء فرارهم منها، مما أدى إلى تدمير الطقمين، ومقتل من كانوا عليهما من العناصر المسلحة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال مصدر عسكري مسؤول لـCNN بالعربية إن ما يزيد على 20 من عناصر جماعة "أنصار الشريعة"، لقوا مصرعهم خلال المواجهات مع قوات الجيش، فيما قتل أربعة جنود، وأصيب أكثر من 20 آخرين، واثنين من أفراد اللجان الشعبية.
وأكد مصدر عسكري رفيع آخر للموقع أن البحرية اليمنية أغرقت عشرة قوارب لعناصر القاعدة أثناء فرارهم من زنجبار، موضحاً أن الجيش بدأ بتنفيذ عملية عسكرية، تحمل مسمى "السيوف الذهبية."
كما ذكر بيان صدر عن سفارة اليمن في العاصمة الأمريكية واشنطن، تلقته CNN بالعربية، أن قوات الجيش استعادت السيطرة على "مناطق حيوية" كانت تخضع في السابق لسيطرة جماعة "أنصار الشريعة"، المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وأضاف البيان، الصادر عن الملحقية الإعلامية بالسفارة اليمنية، أنه في وقت مبكر من صباح اليوم، أحكم الجيش سيطرته على مدينة "زنجبار"، كبرى مدن محافظة أبين، كما وصلت قوات الجيش إلى وسط مدينة "جعار"، مع بزوغ فجر الثلاثاء، بعد أسابيع من المعارك العنيفة.
إلى ذلك، أشار قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، قائد اللواء 31 مدرع، اللواء الركن سالم علي قطن، إلى أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمكنت من فتح طريق عدن ـ أبين، مضيفاً أن "عمليات تمشيط ومطاردة تجري حاليا لتعقب فلول العناصر الإرهابية، التي فرت من جعار، للقبض عليها وإحالتها لأجهزة العدالة.
في الأثناء، أوضح سكان محليون في "جعار" للموقع أن المدينة تشهد عمليات سلب ونهب من أشخاص استغلوا حالة الفراغ الأمني في المدينة.
وفي وقت سابق، ذكر مصدر محلي من "جعار"، وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن قوات الجيش واللجان الشعبية دخلت إلى وسط "جعار"، بعد تقهقر مليشيات تنظيم القاعدة باتجاه مدينة "شقرة."
ويواصل الجيش اليمني تقدمه نحو مدينة "شقرة"، وهي واحدة من ثلاث مدن كانت تسيطر عليها المليشيات المتشددة الموالية للقاعدة بمحافظة "أبين."
وأوضح المصدر أن عناصر القاعدة تكبدت خسائر بشرية جسيمة خلال معارك طاحنة مع قوات الجيش واللجان الشعبية بالقرب من جعار.
وكانت مصادر يمنية مطلعة قد كشفت لـCNN مصرع ما لا يقل عن 56 شخصاً، يُعتقد أنهم من الموالين لجماعة "أنصار الشريعة"، التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، مصرعهم، فيما قتل عشره من عناصر الجيش اليمني، في المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية والعناصر "المتشددة"، في محافظة "أبين"، جنوبي البلاد. (مزيد من التفاصيل)
يشار إلى أن الإدارة الأمريكية انضمت للحكومة اليمنية في تصديها لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي تعتبره واشنطن أخطر تهديد للأمن القومي.
ففي 25 أبريل/ نيسان الفائت، أجاز البيت الأبيض تصعيد الهجمات الجوية باستخدام طائرات بدون طيار، ضمن برنامج يُعرف باسم "ضربات التوقيع" لاستهداف قيادات القاعدة في اليمن.