القاهرة، مصر(CNN)-- يخيم الوضع الأمني والسياسي والتشكيل الوزاري الجديد على المشهد المصري، حيث تبرز معاناة الفقراء ومحدودي الدخل في ظل انقسامات شديدة بين مؤيدي ثورة 30 يونيو/ حزيران، ومن يصفونها بالانقلاب من مؤيدي وحلفاء جماعة الإخوان المسلمين.

شاهد الصور

ويأتي ذلك في الوقت الذي غابت فيه روحانيات وطقوس شهر رمضان، كما خلت الشوارع من مظاهر الزينة، إلا من بعض الأحياء الفقيرة، فضلا عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، والياميش( الفاكهة المجففة)، علاوة على واستمرار أعمال العنف.

تحدثت مندوبة موقع CNN بالعربية مع بعض المواطنون من طبقة محدودي الدخل، فوجهوا اتهاماتهم لجماعة الإخوان المسلمين بالتسبب في تصعيد الأحداث عقب  الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، كما طالبوا بإعطاء الفرصة للحكومة الجديدة برئاسة الدكتور حازم الببلاوي.

شاهد.. الأزمة المصرية بعيون CNN  

وقال محمد فتحي، بائع أنابيب، إن "الحكومة الجديدة مازالت في علم الغيب، وبعض أمور بدأت في التحسن بعد رحيل مرسي، منها الكهرباء والوقود."

وأضاف: "لم تكن أزمة مفتعلة ضد الإخوان، فبعض منتمين للجماعة كانوا يوزعون الأنابيب بـ9 جنيهات ببعض المناطق بعهد مرسي لارتفاع سعرها بالمستودعات، إلا أنهم امتنعوا عن ذلك بعد رحيله وانقضاء مصلحتهم."

وتابع بالقول:" ما كان يفعله الإخوان لم يكن لوجه الله فهم تجار دين يستغلون ظروف المواطن المعيشية من اجل مكاسب انتخابية على حد قوله.

وتساءل قائلا: "اين شهر رمضان؟ لم نشعر بوجوده ونشعر بمعاناة كبيرة،" لافتا إلى انه رزقه اليومي يتأثر بما يحدث في البلاد.

إلا أن فتحية حسين، بائعة منتجات ألبان ترى بان الإخوان ظلمو،ا وان الرئيس المعزول مرسي لم يحصل على فرصته كاملة والدم المصري حرام.

وأضافت أن إعطاء مرسي عاما واحدا لم يكن كافيا لأن جميع الظروف كانت ضده، واضافت في تهكم "الشعب عاوز الست تولد والعيل يمشي تاني يوم."

وقالت:" لم اشعر ببهجة وزهوة رمضان والبلد حزينة، ولا يوجد سوق لليميش سواء للبيع او الشراء."

من جانبه، قال محمود فرحات، صاحب محل عطارة، إنه لا يهتم بالوضع السياسي للبلاد أو بمن يتولى الحكم أو حتى تشكيل حكومة جديدة، وانه يريد فقط من يصلح الأوضاع ويمنح الإستقرار في البلاد.

أما عصام محمد، بائع عصير، فقد أتهم جماعة الإخوان بتصعيد الأحداث عقب الاطاحه بمرسي، وقال: "عليهم احترام الشهر الكريم."

وعن أحواله الاقتصادية قال:" لا انتظر الحكومة كما لا يوجد إقبال للشراء من المواطنين."

من جانبها، قالت منال محمود، وهي ربة منزل، إن "الإخوان افسدوا رمضان بسبب الاعتصامات وقطع الطرق وإثارة العنف، ما جعل الكثيرين يحجمون عن النزول والسهر أو التسحر والإفطار بالخارج. كما أنه لم يكن بإمكاني الرجوع الى منزلي بسبب الاشتباكات الأخيرة بمنطقة رمسيس الحيوية."

وأضافت أنها لم تر الزينة منتشرة في شوارع مقارنة بالأعوام السابقة، مشيرة  إلى ارتفاع أسعار المكسرات وياميش رمضان إلى الضعف، ما عدا البلح، لافتة بان أزمة الكهرباء والمياه بدأت في الاختفاء بعد رحيل مرسي، وأنها مستعدة لان تتحمل عكس ما كان بعهده طالما هناك إدارة جديدة تهتم بمصلحة المواطن دون تفرقه، على حد قولها.

أما سيد بكر، صاحب محل لبيع الحلوة، فقال للموقع: "الناس بتموت ولم نشعر برمضان بسبب أفعال الإخوان من إثارة الفتنة بالبلاد كمحاولاتهم إقامة صلاة التراويح أعلى كوبري أكتوبر الحيوي، أو الدعوة للاعتصام بمنطقة رمسيس."

وأضاف: ارفض دعوات الصلح معهم، وربنا رزقنا براجل ابن حلال خلصنا من عصابة الإخوان" في إشارة إلى وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.