نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال محلل اقتصادي إن التفاوت الطبقي الكبير في العالم عموما وفي الولايات المتحدة بشكل خاص قد بات ربما البديل الأنسب عن الانقسام العرقي، مع الصعوبة المتزايدة التي تواجه من يريدون التحرك صعودا والتحول إلى أثرياء.

وقال جون سوتر، المحلل المتخصص لـCNN ورئيس وحدة "مشروع قائمة التغيير" لدى الشبكة، في مقال كتبه على خلفية ذكرى التحرك الذي قاده نهاية الستينيات الزعيم الأسود، مارتن لوثر كينغ" نحو واشنطن للمطالبة بتحسين الحريات والمساواة العرقية وتزامن الذكرى مع تحركات حالية تطالب بتحسين الأجور، إن التقسيم الطبقي الحالي بات من أكبر أسباب عدم المساواة بين الأمريكيين.

وأضاف سوتر: "بطريقة ملفتة ومثيرة للغضب فقد تحولت الطبقة بشكل واضح إلى عائق أساسي أمام المساواة في أمريكا الجديدة، فالفجوة بين الأثرياء والفقراء تتسع منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، وقد باتت الفوارق في الدخل بين الأمريكيين كبيرة لدرجة يمكن مقارنة نسبتها بالنسب المسجلة في الدولة الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء."

وتابع الكاتب قائلا: "لقد بات من الأصعب بالنسبة للفقراء في أمريكا التقدم اجتماعيا لينضموا إلى الطبقات الوسطى، كما تزداد المصاعب التي يواجهها أبناء الطبقات الوسطى من أجل عدم الانزلاق إلى ما دون خط الفقر وقد بات من الصعب للغاية على الأمريكيين العاديين ضمان مستقبلهم المالي."

وأضاف سوتر: "عمال مطاعم الوجبات السريعة الذين يتظاهرون اليوم من أجل الحصول على زيادة في رواتبهم تمثل أبرز مثال على ما يحصل، إذ تشير مجلة فوربس إلى أن أولئك العمال يواجهون اليوم خيارات صعبة إذ عليهم الاختيار بين دفع أجرة منازلهم أو شراء الطعام."

ولفت سوتر إلى أن الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة اليوم هو أدنى مما كان عليه في العقد السادس من القرن الماضي، إذا ما جرى احتساب فارق التضخم، إذ أنه يبلغ اليوم 7.25 دولارا في الساعة، بينما كان يساوي قبل 50 سنة 10.70 دولارا في الساعة. كما تظهر - بحسب سوتر - الفوارق بين الطبقات في اختبارات المدارس، إذ تدل المؤشرات التربوية على أن أبناء الفقراء متأخرون معرفيا بأربع سنوات مقارنة بأبناء الأغنياء في الفصل نفسه.

وختم سوتر مقاله بالقول إن الولايات المتحدة تقدمت كثيرا على صعيد المساواة بين الأعراق منذ مسيرة مارتن لوثر كينغ الشهيرة قبل عقود، ولكن المساواة الطبقية تبدو مهمة أكثر صعوبة أمام الأمريكيين اليوم.