دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعد الجبال ومنتجعات التزلج في لبنان من أفضل أماكن الأستجمام التي يمكن للمء اللجوء لها والإبتعاد عن الفوضى، والتلوث وضغوطات الحياة اليومية.
لكن جمال لبنان لا يظهر في ثلوجها فحسب، بل يمكنك أن تستمتع بحرارة شواطئ البحر المتوسط على بعد ساعات قليلة فقط.
وعرفت بيروت بكونها "باريس الشرق الأوسط"، لكن الحروب غيرت الوجه الجميل للبنان، إذ يمكن إلقاء نظرة واحدة فقط لرؤية آخر صيحات الموضة والسيارات، وسط المباني المدمرة جراء الحرب الأهلية العنيفة التي شهدتها البلاد لمدة خمسة عشر عاماً، وانتهت عام 1990.
وتمثل بيروت وعاءً مملوء بمزيج من الحاضر والماضي، وكعاصمة تضم مجتمعاً مكوناً من أفراد يمثلون عدة ديانات ومذاهب وأصول.
وساهم هذا التنوع في إثراء القائمة الطويلة من الأطعمة، والمشاهد الفنية والحياة الليلية التي تستمر حتى ساعات الفجر.
لكن بيروت تعاني انقساماً، وثمة ما يهدد بإمكانية وقوع حرب مستقبلية، سواء نتيجة التوترات الداخلية التي يمكن أن تتفجر في أية لحظة، أو بسبب التهديد المستمر القادم من إسرائيل جنوباً، أو توغل الحرب السورية إلى البلاد، أو العناصر الأخرى التي لا يمتلك أحد السيطرة عليها.
الناس في هذا البلد، لا يزالون في صراع حول كيفية التعامل مع ماضيهم، وسيخبرك الكثير من اللبنانيين أنه وبصرف النظر عن جماله، يمكن ملاحظة الضغوطات النفسية الكبيرة التي يعيشها الناس.
لكن لبنان أثبت على مر العقود، بقدرته على التكيف، وإعادة التأهيل، إذ لا يمكن تجنب ورشات البناء في بيروت، بالإضافة إلى حس الفكاهة الذي يتميز به الشعب.
وقد يعود فضل قوة هذا البلد إلى شعبه، رغم احتمالية اندلاع الصراعات في أية لحظة.
ويتخذ العديد من الأجانب لبنان بلداً للهجرة من أنماط حياتهم، ويقعون في حبه، ومن بين هؤلاء الزوجان الإيطاليان أنتوني أشر، وجوليا، فهما يستمتعان بمياه المتوسط على سواحل لبنان، منذ خمسة عشر عاماً.
ورغم أنهم اضطروا إلى إخلاء بيتهم خلال حرب عام 2006، التي وقعت بين تنظيم حزب الله وإسرائيل، إلا أن أنتوني يشير إلى أن لبنان هو أحد أفضل الأسرار الغامضة لتجربة الهجرة نحو ثقافات أخرى.
ويشير أنتوني إلى أنه استقبل الكثير من الأصدقاء من خارج لبنان، وكان "يصعب علينا إقناعهم بالخروج من المنزل، إذ ظنوا بأن هناك مناطق خضراء يسمح فيها بالتجول، وأنه يتوجب عليهم ارتداء سترة واقية من الرصاص."
إلا أن أنتوني أكد بأن جميع أصدقائه استمتعوا بزيارتهم، وعادوا إلى بلادهم بنظرة جديدة عن لبنان.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.