دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)--تمكنت الإماراتية الشابة خلود عتيق، من تحويل شغفها في الطبخ إلى مهنة، لتصبح بذلك أول إماراتية تترأس طاقم طباخين في أحد الفنادق الكبرى، ووهي المهنة التي ظلت لفترة حكراً على الرجال في دولة الإمارات، وحصلت على لقب "متخصصة إعداد أكلات إماراتية".

أول راقصة باليه إماراتية: لست عارية وارتقي بالفن

تحدثت عتيق، في حوار خاص لموقع CNN بالعربية عن بدايتها قائلة: "الطبخ لمن يهوى فنونه هو حالة وجدانية تفصله عن العالم الخارجي، مهمة الطبخ التي تمارسها النساء في بيوتهنّ، ظلّت في الفنادق والمطاعم حكراً على الرجال، لذا حرصت على كسر هذا التقليد. أنجذبت إلى الطبخ منذ طفولتي وكنت أتابع أمي في المطبخ واساعدها، وحلّمتُ بقبعة الطاهي البيضاء."

مريم درويش.. أول إماراتية تعمل بتصليح السيارات

وأضافت: "تمنيت دراسة الطبخ لكن لم أجد معاهد متخصصة في الدولة، فبدأت دراسة إدارة الأعمال، لكن لم أكمل دراستي فعشقي للمطبخ كان أقوى، وقتها كنت على دراية بإعداد مختلف الأكلات، وكان الجميع يُشيد بجودة الوجبات التي أعدّها. قدمت أوراقي إلى فندق "القصر" بدبي، بهدف وضع نواة للمطبخ الإماراتي في مختلف فنادق الدولة، حتى يأخذ هذا المطبخ طريقه إلى العالمية، تعلمت الأصول الفنية لإعداد الوجبات والضيافة هناك."

إماراتية.. أول امرأة عربية على رأس العالم

وروت عتيق تجربتها في العمل الفندقي قائلة: "في الفندق كان أول احتكاك لي مع الجمهور، واجهت نظرات استغراب من الزوار لكوني سيدة إماراتية، وواجهت رفضًا من العاملين، أما المسؤولين ففي البداية حاولوا تعجيزي، بوضعي في اختبار يصعب انجازه، وكان شرطهم لقبولي إعداد سبعة أطباق رئيسية لأصنافٍ مختلفةٍ في خلال مدة زمنية لا تتجاوز الأربع ساعات، واستطعت انجاز المهمة بكفاءة عالية."

نايلة الخاجة .. مخرجة إماراتية تتحدى مقص الرقابة

واستطردت قائلة: رغم ذلك شككوا فيما أنجزت، وتوقعوا أن يكون شخصاً آخر ساعدني، فطلبوا إخلاء المطبخ وأسندوا لي مهمة أخرى وأنجزتها، ومنذ ذلك الوقت اكتسبت ثقتهم، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب رئيسة مطبخ، لكن تركت العمل في الفندق بعد تغيير المدير المسؤول، وسحب المدير الجديد صلاحياتي كمديرة مطبخ بدون سبب؛ فشعرت بإهانة وقدمت استقالتي."

"مزحة" تكلف مضيفا بطيران الإمارات 18 شهرا بالسجن

وعن اقتحامها مجال تقديم البرامج قالت: "تلقيت أول عرض لتقديم برنامج تلفزيوني من قناة "سما دبي"، بعد مشاركتي في مهرجان "شنغهاي" للطبخ، كممثلة عن الجناح الإماراتي، وتداولت بعض الصحف أخباري كأول طاهية إماراتية، وتوالت بعد ذلك البرامج التي قدمتها، وأقدم حالياً برنامج "سراير خلود"، على تلفزيون "أبوظبي".

الإمارات أول دولة تدخل موسوعة "غينيس" بـ40 مليون نخلة

وتحدثت عتيق، عن موقف أهلها من مهنتها قائلة: "وجدت الدعم والتشجيع من أهلي، خاصةً أخي (سعيد) له فضل كبير، فهو من سعى إلى تقديم أوراقي في فنادق الدولة المختلفة حتى التحقت بفندق "القصر"، كما أن لزوجي الآن دور كبير في تشجيعي."

وأشارت عتيق إلى أن "أقصر طريق إلى قلب الرجل معدته"، وقالت: "زوجي من محبي الطعام ومتذوق جيد، وكان الطعام سبب تعارفنا، تعرف إلي في الفندق في أثناء عملي، واستغرب من كوني إماراتية أعمل في هذا المجال، وبعد تذوق طعامي لم يستطع نسيانه، وتقدم للارتباط بي وتزوجنا، وأصبح مدمنا على طعامي ويرفض الأكل إلا من يدي، وأكثر الأكلات التي يفضلها "المرجوجة" و"البلاليط".

وتطمح عتيق في نهاية حديثها، إلى المساهمة في وضع المطبخ الإماراتي على خريطة المطابخ العالمية، وإلى وجود فروع للمطابخ الإماراتية في كل دول العالم.