دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- رغم الانتهاء من تصويرهما منذ فترة، والعمل على ترويجهما إعلامياً؛ أعلن صنّاع مسلسلين سوريين هما "العبور"، وحمّام شامي" عن خروج العملين من منافسات الموسم الرمضاني، ليعرضا في وقت لاحق لم يتم تحديده بعد.
ويصنّف "العبور" من تأليف وإخراج عبير إسبر كأول عمل خيال علمي عربي، في حين يروّج صنّاع مسلسل "حمام شامي" الذي يحمل توقيع المخرج مؤمن الملا، على أنّه يعيد الكوميديا إلى أعمال البيئة الشامية بعد غياب خمسين عاماً منذ تقديم المسلسل الشهير "حمّام الهنا."
وما يجمع بين العملين المؤجلين الإعلان عن خروجهما من قائمة العروض الرمضانية قبل انطلاق موسم العرض بأيامٍ قليلة، رغم أنهما حظيا بترويجٍ إعلامي كبير، وكلاهما تم تصويره خارج سوريا بسبب الظروف التي تشهدها البلاد... فالعمل الأوّل صور في لبنان، والثاني بأبو ظبي حيث بنت أسرة المسلسل ديكورات ضخمة لحارة شامية كاملة لتصوير العمل هناك.
وتلقى موقع CNN بالعربية نسخة من بيان صحفي صادرٍ عن المخرج الملاّ، قال فيه: "اتخذنا قراراً نحن أسرة مسلسل (حمام شامي) بأن يكون العرض الأول للمسلسل بعد شهر رمضان المبارك، وذلك لعدة أسباب، فهناك عمليات فنية معقّدة، من المعروف أنها تعقب عمليات التصوير، وأهمها المونتاج، والمكساج، والغرافيك، والموسيقا التصويرية، وتلك العمليات تحديدا تستغرق وقتاً ليس بالقصير.. بالتالي، ارتأينا عرض العمل مباشرة بعد نهاية شهر رمضان."
وأعرب مؤمن الملا عن تأييده لخطوة القنوات الفضائية الكبرى بفسح مجال العرض الأول لأعمال درامية عربية خارج شهر قائلاً:" أؤيد هذه الخطوة، بل أدعو لأن يتم تعميمها.. فليس عدلاً أن تحشر كل المسلسلات العربية في شهر واحد لتقدم للجمهور كعرض أول.. هناك زحمة مسلسلات، والمشاهد يضيع عادة بين هذا وذاك".
وأتت تصريحات المخرجة السورية عبير إسبر للصحافة في السياق ذاته تقريباً، معربةً عن أملها في إعطاء مسلسلها "العبور" فرصته التي يستحقها من الانتباه، بعيداً عن شروط العرض السهلة في رمضان، والمتابعة التي قد تحمل مزاج الاسترخاء.
ويصنف مسلسل "العبور" كما قلنا سابقاً على أنّه أول مسلسل خيال علمي عربي، تدور أحداثه في قالب من التشويق، ويروي حكاية: "(معين: عبّاس النوري)، وهو رجل أعمال لديه الكثير من العلاقات مع رجال السياسة والاقتصاد وأصحاب النفوذ في بلاده، وبعد اختباره كل أشكال السلطة، أنواعها، وتداخلها في حياته العامة، والخاصة؛ يقرر هذا الرجل أن يبحث عن عالم موازٍ لا يحكم فيه، ولا يتحكم به آخرون.
وتبدأ القصة بوفاته في ظرف غامض, لنكتشف أنه قبل رحيله طور نوعاً من الاتصال مع العالم الموازي, إذ أنه يغادر عالمنا في ما يشبه الصفقة حيث تحل مكانه (مايا: سلافة معمار), وهي شخصية أنثوية تظهر لتغلق كل ملفاته التي تركها معلقة, لتبدأ حلقة من الأحداث، تكشف المحنة الانسانية، والأسئلة المتعلقة بها."
وقالت إسبر في تصريحاتٍ خاصة لـ CNN بالعربية إنّ عملها ينطوي على "عودة لطرح الأسئلة الوجودية الأولى..، وترك مساحة للتأمل حول معظم المفاهيم كـ (الوطن، السلطة ،الحرية، الفرد والجماعة، الإيمان...)"
وحول توقعاتها لمدى تقبل الجمهور العربي لعمل من هذا النوع قالت المخرجة السورية عبير إسبر: "للحقيقة أني وصلت في هذا العمل إلى تسوية مقبولة، حيث تركت فكرة الخيال العلمي لتقبع في الخلفية.. أما على الواجهة الأولى، أو المستوى الأول للعمل فهناك كل الخلطة المغرية لأي متابع كسول، أو متلقي تقليدي للأعمال التلفزيونية، هناك الحب، والخيانة، والصداقة، والزواج، والطلاق.. أي الحكاية الاجتماعية اللازمة لنجاح أي عمل درامي.."
ولم يتم الإفصاح عن الأسباب الحقيقة لتأجيل العملين، وهل يتعلق الأمر بمصاعب تسويقية تعرضا لها؟، أم في اصطدام مضمونهما باعتراضات رقابية معينة للفضائيات العربية الكبرى، تنضوي عادةً تحت عنوان عريض هو "أن المضمون لايتلاءم مع شروط العرض في الشهر الكريم."
فمسلسل "حمّام شامي" على سبيل المثال هو أول مسلسل بيئة شاميةّ يلتقط مشاهد من داخل حمّام النساء، وسط تأكيدات صنّاعه على احترام خصوصية الجمهور العربي، بينما يعيد مسلسل "العبور" طرح أسئلة وجودية كما قالت مؤلفته ومخرجته، كما يتطرق لمفاهيم إنسانية وإجتماعية كبرى كـ "الإيمان، والوطن..."، وفي الوقت ذاته يتضمن الكثير من المشاهد الجريئة.. وفيما يتعلق بالمصاعب التسويقية علينا أن نشير هنا إلى أن العمل الأخير، تم شراؤه من سبع محطّات عربية بحسب تصريحات صنّاعه.
بقي أن ننّوه إلى أن مسلسلي "حمّام شامي" و"العبور" الخارجان من منافسات الموسم الرمضاني، هما اثنان من بين ثمانية وعشرين عملاً درامياً سورياً تم إنتاجها لموسم 2013، عشرون منها صورّت في سوريا... رغم سخونة الأحداث الدائرة في البلاد.
اقرأ أيضا..إبداع سوري رمضاني
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.