دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت السلطات الجزائرية الجمعة، عن تحرير مئات الرهائن، غالبيتهم من الجزائريين، كانوا محتجزين داخل منشأة نفطية في منطقة "إن أميناس" النائية شرقي الجزائر، في عملية عسكرية نفذتها وحدات من الجيش الوطني فيما لم يتضح على الفور مصير عشرات الأجانب، الذين تحتجزهم مجموعة مسلحة باسم "كتيبة الملثمين" منذ الأربعاء الماضي.

وأشار الناطقون باسم الحكومة الجزائرية إلى أن القوات الجزائرية تمكنت من تحرير 650 رهينة، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن 573 رهينة محتجزة هم من الجزائريين، وأنه حرر 100 أجنبي من أصل 132 احتجزوا في المنشأة، لكن لم تتمكن CNN من التحقق من هذه الأرقام بشكل رسمي.

وعرض ناطق باسم المسلحين مبادلة عدد غير محدد من المختطفين الأمريكيين مقابل إطلاق الولايات المتحدة سراح الشيخ عمر عبدالرحمن، المسجون منذ عام 1993 بتهمة التورط في تفجير مركز التجارة العالمي، وعافية صديقي، الباكستانية المسجونة في الولايات المتحدة بتهمة التورط في ما يوصف بـ"الإرهاب."

ولدى سؤالها الجمعة عن إمكانية قبول صفقة من هذا النوع قالت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، إن الولايات المتحدة لا يمكنها "قبول التفاوض مع إرهابيين" على حد تعبيرها.

ولا يزال العدد الكلي للرهائن المحتجزين غير واضحا، ولم تتوضح الجنسيات التي ينتمي إليها الرهائن أيضا، وأشار أحد المسؤولين الأمريكيين إلى أن حكومته لن تلجأ  لأخذ معلوماتها من مصادر جزائرية، منتقدا تناقض المعلومات الواردة من هناك عبر القول: "تصل معلومة من جهة واحدة، ثم تصلك معلومة مختلفة كلياً."

وذكر عدد من الرهائن المحتجزين، أن المجموعة سمحت لهم في بعض مواقع المنشأة بالتجول، حيث تمكنوا من الهروب من خلال التنكر، وأشار، ستيفين مكفاول، أحد الرهائن الذين تمكنوا من الهروب للـ CNN، إلى أن رقبته ربطت بمجموعة من المتفجرات وأنه كان يتم نقلهم من مكان لآخر داخل المنشأة ذاتها.

وقال وزير الاتصال بالحكومة الجزائرية، محمد السعيد، إن القوات البرية للجيش الوطني الشعبي تمكنت من القضاء على "عدد كبير من الإرهابيين"، خلال الهجوم الذي شنته لتحرير الرهائن المحتجزين داخل المنشأة النفطية في "تيقنتورين"، بولاية "إيليزي"، في أقصى جنوب شرق الجزائر، بالقرب من الحدود مع ليبيا.

وبالرغم من أن الإذاعة الجزائرية، التابعة للحكومة، أشارت وفقاً لمصدر حكومي، أن عملية  المداهمة التي شنتها القوات الجزائرية انتهت، إلا أن العديد من الجهات الأخرى تناقلت "وجود تحركات للقوات في مواقع مختلفة" حول المنشأة النفطية.

وأشار رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الجمعة، خلال خطاب له أمام مجلس العموم، إلى أن القوات الجزائرية "مستمرة في البحث عن الرهائن في المنشأة الكبيرة.

وذكر كاميرون أن عدد البريطانيين المحتجزين "أقل بكثير من 30"، على عكس ما تناولته بعض الجهات، لكنه لم يوافق على إعطاء العدد المحدد للرهائن البريطانيين المحتجزين.