القاهرة، مصر (CNN) -- بدا الوضع داخل التيار السلفي في مصر، ثاني أكبر التيارات الإسلامية في البلاد بعد جماعة الإخوان المسلمين، بطريقة إلى المزيد من التعقيد، بعدما أعلن الزعيم السابق لحزب النور، عماد عبدالغفور، عن تأسيس حزب سلفي جديد سيحمل اسم "الوطن" وذلك في تطور يسبق الانتخابات النيابية الجديدة.

وجاء إعلان تأسيس حزب الوطن عبر مؤتمر صحفي لعبدالغفور في قاعة الأزهر بمدينة نصر الثلاثاء، حيث شدد على أن الهدف هو "بناء كيان سياسي يصل إلى جميع أطراف الوطن وأعماق الشعب ويشعر بنبض دقات قلب الفقير مع رفع راية الحق ونصرة كلمة الصدق" على حد تعبيره.

وطالب "عماد عبد الغفور"الحضور في مؤتمر إعلان حزب"الوطن "ألا يسألوه عن أسباب استقالته" من حزب النور، داعيا إلى ضرورة "فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي،" وذلك في المؤتمر الذي عُقد بحضور عدد من القيادات السلفية، على رأسهم الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، وجرى التأكيد على أن الحزب يعتزم خوض الانتخابات المقبلة.

وكانت "الدعوة السلفية" في مصر قد نفت وجود ذراع سياسي آخر لها غير "حزب النور"، مؤكدة أنه أمر "مخالف للواقع ومناف للمنطق" على حد تعبيرها، وفقا لما نقله عنها التلفزيون المصري الاثنين،

وطالبت الدعوة السلفية، جميع أبنائها بـ"الاشتراك في حزب النور من باب الدعم المادي للحزب في حملته الانتخابية المقبلة،" مضيفة: "توجد كثير من الأحزاب المدعومة من جماعات أو رموز إسلامية أو سلفية أخرى غير جماعة الدعوة السلفية، وهو أمر لابد أن تتسع له الصدور، وأن يتعامل معه وفق أدب الخلاف في شريعتنا."

وكان حزب النور يستحوذ على ثاني أكبر كتلة نيابية في مجلس الشعب المنحل، بعد حزب "الحرية والعدالة" التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وتأتي خطوة تأسيس حزب "الوطن" عقب إقرار الدستور الجديد، وقبل شهرين من موعد إجراء انتخابات تشريعية لمجلس النواب.

وقال المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، صبحي عسيلة، إن الاستقالات أو الانشقاقات "كانت أمرا متوقع لاختلاف التيارات السلفية،" مرجحا أن تشهد المرحلة المقبلة انشقاقات أخرى داخل الأحزاب ذات المرجعية الدينية.