CNN CNN

مأساة في غزة.. وهجوم متبادل بين فتح وحماس

الثلاثاء، 17 كانون الأول/ديسمبر 2013، آخر تحديث 08:30 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انتهت العاصفة الثلجية التي شردت آلاف العائلات الفلسطينية من سكان قطاع غزة، ولكن آثارها المأساوية لا زالت واضحة للعيان، بعد الدمار الكبير الذي لحق بآلاف المنازل، والفيضانات غير المسبوقة التي أغرقت القطاع.

ورغم أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن العاصفة أدت إلى تشريد ما يزيد على 42 ألف شخص، لجأوا إلى 19 مركز إيواء، فقد أكد منسق العمليات الإنسانية بالمنظمة الدولية، جيمس راولي، أن 21 ألف شخص على الأقل، اضطروا للنزوح من ديارهم بسبب العاصفة.

وذكرت إذاعة الأمم المتحدة، في تقرير لها، أن العاصفة الثلجية كشفت عن "ضعف البنى التحتية لقطاع غزة، المحاصر والمنهك أصلاً"، وأشارت إلى أن انقطاع التيار الكهربائي لمدة 18 ساعة يومياً، لعب دوراً كبيراً في زيادة معاناة المشردين في شوارع مخيمات ومدن غزة.

ولم تقتصر الأضرار التي خلفتها العاصفة الثلجية على سكان القطاع الفلسطيني، الذي تفرض عليه السلطات الإسرائيلية حصاراً شاملاً منذ عام 2006، بل أدى أيضاً إلى تعميق الانقسام بين أكبر فصيلين فلسطينيين، حركة "فتح" في رام الله" و"حماس" التي تسيطر على القطاع.

وحاولت حماس التقليل من حجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع، حيث ذكر وزير العمل والشؤون الاجتماعية في الحكومة "المقالة"، محمد الرقب، أن "الحكومة شكلت غرفة عمليات مشتركة لمتابعات تداعيات الأزمة"، مؤكداً أن نحو 7312 أسرة تأثروا بشكل مباشر جراء المنخفض الجوي.

وفيما أشار الرقب إلى أن "الحكومة اضطرت لفتح 21 مركز إيواء في جميع محافظات القطاع، باستثناء مدينة رفح"، فقد شدد على ضرورة "فتح معبر رفح البري" بصورة عاجلة، مشيراً إلى أنّ المشكلة الأساسية التي يعاني منها القطاع، هي فرض الحصار منذ أكثر من سبع سنوات.

ووسط الظروف المأساوية التي يعيشها عشرات الآلاف في غزة، شن "المركز الفلسطيني للإعلام"، أحد الأذرع الإعلامية لحماس، هجوماً على السلطة الوطنية، معتبراً أن العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة "كشفت ضعف البنية التحتية في مدن ومحافظات الضفة الغربية.

وأشار المركز الإعلامي إلى أن شوارع محافظات الضفة مازالت مغلقة، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على انتهاء العاصفة، بالإضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء، و"انهيار" شبكة الاتصالات، وانقطاع المياه، في العديد من مدن الضفة بصورة كاملة، منذ الخميس الماضي.

أما حركة "فتح"، التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، فقد شنت هي الأخرى هجوماً على حماس، متهمةً إياها بـ"استغلال معاناة شعبنا في غزة، جراء الحصار والظروف المناخية العاصفة في الأيام القليلة الماضية، وقيامها بالمتاجرة بهذه المعاناة."

وقال المتحدث باسم فتح، أحمد عساف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية، إن "قادة حماس وبدل أن يكرسوا جهودهم لتخفيف معاناة أهلنا في القطاع، فإنهم كرسوا جهدهم لسرقة جهود الرئيس محمود عباس وحكومته، والادعاء أنهم من جلبوا المساعدات دون الاكتراث بمصير أهلنا في عزة."

وأضاف أن "حماس فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة قطاع غزة، واصطدمت بالحائط، وجلبت الويلات على أهلنا في القطاع، لدرجة أن غالبية أهلنا هناك باتوا يحلمون في الهجرة، بسبب القمع والظلم والمعاناة اليومية التي يعيشونها، وبذلك تكون حماس قدمت أفضل هدية للاحتلال الهادف لتفريغ الأرض من مواطنيها."

وقال عساف إن "سبب مشكلة الكهرباء الحقيقي والوحيد في غزة، هو أن قادة حماس يجبون فواتير الكهرباء من أبناء شعبنا في غزة، ويضعون هذه الأموال في جيوبهم، بدل أن يسددوا قيمة هذه الكهرباء للجهات الموردة، لضمان استمرارها، كما هو الحال في كل بقاع العالم."

وتساءل عساف: "لماذا لم تبذل حماس نفس الجهد في البنية التحتية في غزة، كما بذلت في حفر آلاف الأنفاق، التي تستعملها لتجارتها لتدر عليها الأموال الطائلة؟"، كما تساءل: "أين مئات الملايين من الدولارات التي جاءت لمساعدة أهلنا في غزة؟.. وأين ذهبت مئات الآلاف من أطنان المساعدات العينية؟"

واختتم القيادي الفتحاوي هجومه على حماس بقوله إن "المدخل الوحيد لإنهاء معاناة أهلنا في القطاع، وفي كافة مناطق الوطن، هو في إنهاء خطف حماس لأهلنا في القطاع، وإنهاء الانقسام، والعودة للشرعية الوطنية المتمثلة بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية"، بحسب قوله.



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.