CNN CNN

منظمة: انتخاب السعودية لمجلس حقوق الإنسان رسالة خاطئة

الجمعة، 17 كانون الثاني/يناير 2014، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)
 
 ناشطات من منظمة أمام سفارة السعودية في برلين - 28 أكتوبر 2013 لدعم حق السعوديات في القيادة

 

بيروت، لبنان (CNN)-- قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير أصدرته الأربعاء، إن نشطاء في المملكة العربية السعودية، يواجهون حكومة قمعية وغير متسامحة، بسبب مناصرتهم المشاركة السياسية الشعبية، والإصلاح القضائي، ووضع حد للتمييز ضد المرأة والأقليات، وقالت المنظمة إن السلطات ردت باعتقال ومحاكمة ومحاولة إسكات المدافعين عن الحقوق، وقمع دعواتهم للتغيير.

السعودية: نقض حكم بسجن وجلد المدون رائف بدوي

ولم يصدر من الجهات السعودية الرسمية حتى الآن  أي رد فعل على التقرير المكون من 48 صفحة ويحمل عنوان "تحدي الخطوط الحمراء: حكايات نشطاء حقوقيين في السعودية،" ويروي  قصص 11 ناشطا بارزا  في مجال الحقوق الاجتماعية والسياسية، وكفاحهم لمقاومة جهود الحكومة لقمع هذه الحقوق.

السعودية: الإعدامات تقترب من 80 هذا العام

ووفقا لتقرير المنطمة فقد استخدم النشطاء وسائل الإعلام الجديدة، بما في ذلك المواقع الإخبارية الالكترونية، والمدونات، وأدوات التواصل الاجتماعي، مثل تويتر وفيسبوك، لبناء علاقات مع بعضهم البعض، ومناقشة الأفكار والاستراتيجيات، من أجل التغيير وتطوير أرضية عامة لنشر رسالتهم الإصلاحية.

اليمن: نتابع شكاوى سجنائنا بالخليج والعراق

وقال جو ستورك نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يستخدم النشطاء السعوديون وسائل الإعلام الجديدة، لحمل الحكومة على وقف انتهاكات الحقوق المستشرية". وأضاف أن السلطات السعودية تعتقد أنها تستطيع "استخدام الترهيب والسجن لوقف الانتقادات، ولكن النشطاء يستمرون في إيجاد طرق للتعبير عن مخاوفهم، حتى تصل أصواتهم".

 توقيف 4 سعوديات تحدين حظر قيادة المرأة

ويفيد التقرير عن استخدام العديد من النشطاء وسائل الاعلام الاجتماعية والمنتديات على شبكة الانترنت، لبناء الشبكات وبدء الحملات على الإنترنت، مثل  مبادرة "من حقي أسوق" التي تشجع المرأة السعودية على قيادة السيارات في تحدٍ للحظر الحكومي.

حملة لتعدد الزوجات رداً على مطالبات بقيادة المرأة

ورصد التقرير قيام منظمات حقوق الإنسان الحديثة التأسيس في السعودية، بإصدار بيانات بانتظام عن حالات فردية لانتهاكات حقوق الإنسان،  وعجز الحكومة السعودية في منع المحتوى الذي ينشر عبر الانترنت، لتجاوز وسائل الاعلام الحكومية التي تخضع لرقابة مشددة.

هل تملك "فتاة بريدة" ذات الـ12 عاما قرار الزواج من ثمانيني؟

واعتبر التقرير أن انتفاضات عام 2011 في منطقة الشرق الأوسط، شجعت النشطاء السعوديين على تجاوز الحملات عبر الإنترنت وتنظيم مظاهرات واعتصامات صغيرة في الشوارع، كما نظم أهالي المحتجزين لسنوات دون تهم مظاهرات عند مقار وزارة الداخلية، ومراكز الاحتجاز في الرياض والبريدة، داعين السلطات لإطلاق سراح أقاربهم أو تقديمهم للمحاكمة.

ووثق التقرير مطالب المتظاهرين في مدينتي القطيف والعوامية الشرقيتين بالحرية الدينية ووضع حد للتمييز المؤسساتي ضد الأقلية الشيعية في البلاد، وحملات قام بها نشطاء للمساواة بين الجنسين والدعوة  لتحدي الممارسات التمييزية المفروضة من قبل نظام الوصاية الذكورية في السعودية، كما أشار إلى التماسات قدمتها شخصيات سياسية ودينية إلى الملك عبد الله تدعوه لبدء الإصلاحات القضائية والافراج عن المعتقلين السياسيين.

 السعودية تعتقل آلاف الأجانب ومحاولات لفرار جماعي

وانتقد التقرير عدم وجود قانون عقوبات مكتوب في المملكة، ما يعطي الحرية للقضاة في إصدار أحكام على أساس"تفسيرات خاصة بهم للقرآن والسنة،" كما انتقد مثول الناشطين أمام محاكم أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بالنظر في قضايا الإرهاب، والتي تنكر أحياناً حق المتهمين في محاكمة عادلة، بما في ذلك الاستعانة بمحام، وتقوم بإصدار الأحكام في مداولات وجلسات مغلقة.

جدل سعودي حول اقتراح قطع آذان الإثيوبيين

ونوه التقرير إلى تحدي النشطاء السعوديين للسلطات والمخاطرة بحريتهم وسبل عيشهم للضغط من أجل إصلاح حقيقي واحترام حقوق الإنسان في المملكة، وأكد أن على المملكة العربية السعودية الوقف الفوري لحملتها ضد النشطاء السلميين، والإفراج عن جميع المعتقلين بتهم وإدانات، تعتمد بشكل كامل على ممارستهم السلمية لحقهم في حرية التعبير، وتكوين الجمعيات، وحرية المعتقد، وإصدار قانون مكتوب للعقوبات وآخر للجمعيات، وإلغاء القوانين التي تتدخل على نحو غير مناسب في حرية التعبير.

انتخاب السعودية لمجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة

وذكر التقرير بانتخاب المتحدة المملكة العربية السعودية في مجلس حقوق الإنسان الأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني، لمدة ثلاث سنوات رغم الانتقادات تجاه سجل المملكة العربية السعودية في مجال حقوق الإنسان. واعتبر جو ستورك: "انتخاب المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة لعضوية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يوجه رسالة خاطئة إلى النشطاء السعوديين الذين يواجهون عقوبات الحكومة بسبب عملهم السلمي في مجال حقوق الإنسان، وينبغي على البلدان الأخرى أن تقول للسعودية أنها بحاجة إلى تحسين سجلها في حقوق الانسان، وخاصة عن طريق السماح للناشطين المستقلين بالعمل دون تدخل الحكومة".

وقبل ذلك، كانت السعودية قد كرّرت عدة مرات، وأمام هيئات دولية التزامها باحترام وتعزيز حقوق الإنسان ودعم الآليات الدولية وفي مقدمتها آلية الاستعراض الدوري الشامل. وسبق لرئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان أن قال في كلمة المملكة أمام لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة بجنيف إنّ النظام الأساسي للحكم في المملكة والمستمد من الشريعة الإسلامية، يؤكد على المبادئ والقيم السامية التي تصون كرامة الإنسان، وتحمي الحقوق والحريات الأساسية."



ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.

الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.