القاهرة، مصر (CNN)-- أثار إذاعة تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية بين عدد من السياسيين والبرلمانيين السابقين في مصر، أزمة حادة، بعدما طالب المجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومة بفتح تحقيق عاجل في ما وصفها بـ"الجريمة."

وأعرب مجلس حقوق الإنسان، في بيان حصلت عليه CNN بالعربية الثلاثاء، عن استنكاره وإدانته "لما قامت به بعض القنوات التلفزيونية، بإذاعة تسجيلات صوتية لبعض المواطنين، بهدف الإساءة إليهم، والتشكيك في وطنيتهم."

نجل القرضاوي ووائل عباس يردان بعنف على تسريبات "أمن الدولة"

وقال المجلس الحقوقي، الذي يخضع لإشراف مجلس الشورى، بحسب قرار تشكيله، إنه "يرى في هذا الفعل انتهاكاً صارخاً لحرمة الحياة الخاصة، وعدم جواز التنصت على الاتصالات الهاتفية للمواطنين إلا بإذن قضائي."

كما اعتبر أن إذاعة التسجيلات "يقوم على الترويج لخطاب الكراهية، الذى تجرمه المواثيق والاتفاقيات الدولية، التي وقعت عليها الحكومة المصرية، وصدقت عليها السلطة التشريعية، وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من المنظومة القانونية المصرية."

إسلاميون: تسريبات مرسي تأتي لموازنة تسجيلات السيسي

ودعا المجلس الحكومة إلى "فتح تحقيق عاجل في هذه الجريمة، ويتضمن معرفة الجهة التي قامت بتسجيل المكالمات، وهل تم ذلك بإذن قضائي، ولماذا لم تقدم للنيابة العامة إذا كانت تتضمن فعلاً مخالفاً للقانون؟"

كما طالب المجلس بالتحقيق مع كل الأطراف المسؤولة عن إذاعة هذه التسجيلات، بما فيها القنوات التلفزيونية، لمخالفتها القوانين وميثاق الشرف الصحفي، وتوقيع العقوبات الكفيلة بردع مثل هذه التصرفات."

حرب "تسجيلات السيسي" المسربة مستمرة في مصر

كما اعتبر أن إذاعة التسجيلات "تتجاوز حرية التعبير إلى انتهاك حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، والحض على كراهيتهم"، وأعلن المجلس استعداده للتضامن قضائياً مع المتضررين من إذاعة تلك التسجيلات.

وتضمن أحد التسجيلات المسربة اتصالاً هاتفياً بين عضو مجلس الشعب السابق، مصطفى النجار، والقيادي بحزب "مصر القوية"، أحمد شكري، تضمن عبارات اعتبرت مسيئة لنائب رئيس الجمهورية السابق، محمد البرادعي.

كما أشار تسجيل آخر، بين النجار وعبدالرحمن يوسف، إلى العثور على ملف خاص عن "العلاقات النسائية" لنجل الداعية الإسلامي المقيم في قطر، يوسف القرضاوي، في أحد مقار أمن الدولة، التي تم اقتحامها أثناء أحداث ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011.

دعوى لتجريد البرادعي من الجنسية المصرية

وتناول تسجيل ثالث، تمت إذاعته ضمن برنامج تلفزيوني للإعلامي عبدالرحيم علي، اتصالاً بين الناشطة في حركة "6 أبريل"، أسماء محفوظ، وأحد الأشخاص يطلب منها إطلاق حملة على "فيسبوك"، لحشد الشباب لاقتحام أحد مقار أمن الدولة بالقاهرة.