عمان، الأردن (CNN)-- بحرقة ممزوجة بالذهول عب دقائق من الوصول بسلام إلى الاراضي الأردنية، يقول ابن الحاجة مطيعة القادمة من الغوطة الشرقية، إن كلفة هربهم من سوريا تجاوزت 1500 دولار، دفعتها العائلة إلى "تجار الطرق" و"شبيحة النظام."
الأردن: زيادة 300 % بتهريب الأسلحة عبر سوريا
مئات الدولارات التي دفعتها عائلة الثمانينية مطيعة الطلاع، ليست هي الحل الوحيد للهروب من قصف النظام السوري للأحياء والبلدات السورية، فثمة حظوظ لكل من يستطيع التوسط لدى "عصابات وشبيحة النظام" للسماح له باللجوء، بحسب ما يقول الخمسيني ابن مطيعة.
سوريا: قتلنا آلاف السعوديين وأسرنا 300 بمعارك أخيرة
العائلة التي القتها CNN بالعربية فور اجتيازها الحدود الأردنية من الجهة الشمالية الشرقية وتحديدا في "الحدلات" في منطقة الرويشد الحدودية مع سوريا والعراق، كانت بين نحو 200 فرد عبروا في لحظة واحدة، خلال جولة نظمتها قيادة حرس الحدود في القوات المسلحة الاردنية لوسائل إعلام ليل الخميس.
الأردن تستضيف ثاني أكبر تمرين ميداني للحظر النووي
محطات عديدة مرت بها العائلة، كما يقول أحد أفرادها للشبكة، منذ خروجهم قبل نحو ثلاثة أيام من الغوطة الشرقية، قائلا: "إن محاولات الهرب من الغوطة بدأت منذ ثلاثة أشهر، ولم تتحقق سوى قبل أيام، وبعد التوسط مطولا لدى شبيحة النظام الذي يغلقون اليوم الغوطة إغلاقا تاما."
مفوض أممي: لا حل لمعاناة اللاجئين السوريين قريباً
ويقول اللاجئ الطلاع الذي قدم بصحبة أشقاء له بينهم معاقين ووالدته العجوز: "خرجنا بصعوبة من الغوطة مع شبيحة النظام ودفعنا ألف دولار عن العائلة اوصلونا إلى منطقة الضمير في ريف دمشق ومن هناك قدمنا مع تجار طرق بعد أن دفعنا أيضا 500 دولار لإيصالنا إلى أقرب نقطة من الحدود الأردنية."
وفيما يعتبر الوصول بسلام إلى الأردن ليس مضمونا، قال الطلاع: "إن عائلة بأكملها مكونة من 30 فردا قتلت بالقصف خلال محاولتها الهروب من الغوطة، فيما أشار الى اضطرارهم للسير على الأقدام أيضا مسافة لا تقل عن خمسة كيلومترات للوصول إلى الحدود الأردنية."
الأردن: 100 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا طوعاً
ويرى غالبية اللاجئين الى الأردن أن لجوئهم مؤقت، حتى حين عودة الفرصة بالعودة إلى بلادهم، ولذلك رفض الطلاع ذكر اسمه قائلا: "سأعود إلى هناك بقية عائلتي إخواني ووالدي لم يستطيعوا الهرب بسبب إغلاق الطرق والحصار في الغوطة."
حال اللاجئ الطلاع يشابه مئات اللاجئين، القادمين من مختلف البلدات السورية، فهناك قصص قادمة من إدلب والسويداء ودرعا، فيما لم يحمل اللاجئون معهم بحسب مشاهدات موقع CNN بالعربية، سوى ملابس قليلة حفظت في "صرر" أو لباس البدن فقط.
ويقطع اللاجئون مسافة تتراوح بين خمسة إلى سبعة كيلومتر سيرا على الأقدام من الداخل السوري لمنطقة الرويشد، فيما تشهد رحلة نقلهم إلى مخيم الزعتري للاجئين الذي يبعد 70 كيلومتر عن العاصمة الأردنية، عمان، مدة زمنية قد تستغرق أربعة أيام، بحسب قائد حرس الحدود العميد الركن، حسين الزيود.
الأردن: منع دخول مسافرين بينهم سوريون لأسباب أمنية
وفسر الزيود في تصريحات لوسائل الاعلام الخميس، تلك المدة، إلى أسباب متعلقة بالظروف الجوية في فصل الشتاء والحاجة إلى تجهيزات للنقل، حيث تبعد الحدود عن بلدة الرويشد نفسها نحو 90 كليومتر، فيما تبعد الرويشد التابعة إداريا لمحافظة المفرق عن العاصمة عمان العاصمة نحو 260 كيلومتر.
وكان الزيود قد كشف عن ارتفاع نسب عملية التهريب من سوريا إلى الاردن خلال العام الجاري مقارنة بالعام 2012، إلى 300 في المائة، بما في ذلك تهريب السلاح والأفراد والماشية.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.