نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أثار تقرير الطبيب المباشر لصحة الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، جدلا واسعا حول حقيقة وضعه الصحي، وذلك بعدما تم نقله جوا إلى مستشفى عسكري في العاصمة الفرنسية باريس، فيما يعتقد أنه يعاني من جلطة محدودة الأثر.
الأمر الذي أجج نار الجدل كان الرسالة التي نشرتها صحيفة النهار شبه الحكومية، نقلا على لسان طبيب بوتفليقة الخاص، راشد بوغربال، والتي نصت على "أن الرئيس بوتفليقة يتعافى بشكل جيد وصحته جيدة جدا،" ذاكرا أن "الرئيس سيعود إلى أرض الجزائر في مدة لا تتجاوز الأسبوع،" وما فُهم منه أنه رسالة موجهة للمعارضة في البلاد لوقف "أي مسعى محتمل للانقلاب" خلال فترة تواجده بالخارج.
ونقل تقرير نشر على مجلة تايم الأمريكية، الشقيقة لـCNN على لسان المحلل السياسي رشيد غريم تصريحه لصحيفة الوطن الجزائرية: "هناك ما هو جديد في تصريح الرئاسة عن صحة بوتفليقة البالغ من العمر 76 عاما هذه المرة،" مشيرا إلى أن الأمور والوعكات الصحية السابقة لم يتم الإعلان عنها للعامة بهذا الشكل.
وأضاف غريم: "يُفهم من هذه الرسالة أنه مريض، ولكن حياته ليست في خطر،" مشيرا إلى أنه يعتقد أن النظام الجزائري قد اختار مسبقا شخصا ليتولى زمام السلطة في حال فقد بوتفليقة أهليته للحكم.
ومن جهته قال المحلل السياسي، ريكاردو فابيانو: "مؤسسة الاستخبارات الجزائرية تريد لخليفة بوتفليقة أن يسير على طريقتها،" حيث أن خليفة بوتفليقة يعتبر بغاية الأهمية لمستقبل البلاد الغنية بموارد النفط والغاز، في الوقت ذاته تعاني من مشاكل اقتصادية عديدة في مقدمتها البطالة، وهو الأمر الذي قد يشعل فتيل احتجاجات واسعة ضد الرئيس المقبل لتدخل الجزائر ضمن دول ما بات يعرف بـ"الربيع العربي."
ويشار إلى أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وصل إلى سدة الحكم بالجزائر بعد الحرب الأهلية الطاحنة ضد الإسلاميين في البلاد والتي يعتقد أنه راح ضحيتها نحو 200 ألف شخص، وأن المخاوف تتزايد داخل الشارع الجزائري بأن رحيل بوتفليقة سيعني عودة البلاد إلى المواجهة مع الإسلاميين وخصوصا بعد وصول جماعات إسلامية للسلطة في دول مجاورة شهدت "الربيع العربي."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.