بيروت، لبنان (CNN) -- قتل عشرة من جنود وضباط الجيش اللبناني الأحد بهجوم شنته عناصر تابعة لرجل الدين السلفي، أحمد الأسير، على حاجز عسكري بضواحي مدينة صيدا، كبرى مدن جنوبي البلاد، وباشتباكات أعقبت ذلك، بينما أعلن رجل الدين السني عن تعرض مناطق نفوذه إلى قصف عنيف من مناطق موالية لحزب الله، طالبا من العناصر السنة بالجيش الانشقاق الفوري.
وقال الجيش اللبناني في بيان له "لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرا عدد من الشهداء والجرحى، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه. لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصا منه على احتواء الفتنة."
وأضاف البيان: "ما حصل في صيدا اليوم فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف،" مضيفة أن قيادة الجيش "لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيا أو عسكريا، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسيا وإعلاميا".
من جانبه قال الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، إن الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش "تصب في خانة مصلحة اعداء لبنان ولن تجد اذانا صاغية لدى المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، ولدى أفراد الجيش،" مشيرا إلى أن الجيش لديه الغطاء السياسي الكامل والشامل "لقمع المعتدين."
من جانبه، ظهر الأسير في تسجيل فيديو قصير قال فيه: "نداء إلى كل المناصرين، نحن نتعرض للاعتداء من الجيش اللبناني الذي هو إيراني طائفي مذهبي ومن شبيحة نصرالله أطلب من كافة المناصرين السلميين الخروج وقطع الطرقات وعلى كل الأشراف من السنة وغير السنة في الجيش اللبناني ترك الجيش حالا."
ودعا الأسير، المعروف بمواقفه المناهضة للنظام السوري، والذي اصطدم بحزب الله عدة مرات مؤخرا، أنصاره من كل المناطق الذين بوسعهم الوصول إليه التوجه نحوه "للذود عن ديننا وعرضنا ونسائنا" وأضاف: "تطلق علينا شتى أنواع القذائف والمدافع والراجمات من تلة مار إلياس بحارة صيدا الشيعية الله المستعان وحسبنا الله."
وكان الأسير قد قال عبر تغريدات في صفحته بتويتر إن هناك محاولة من قبل الجيش وعناصر من حزب الله لاقتحام مقره الرئيسي بمسجد "بلال بن رباح" وأضاف: "يتواصل القصف المدفعي ويشتد في حرب علنية باتت مكشوفة من قبل حزب اللات على أهل السنة في لبنان، وكل من يرفض الخضوع لمشروعهم المجرم."
ولم يعلق الأسير على خبر مقتل عناصر من الجيش واكتفى بالقول: "من مهام الجيش الوطني حماية الشعب والحريات وكرامة المواطنين بالتساوي لا أن يكون شريكا في جريمة ترتكب بحق فئة ضد أخرى."
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.